كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
وإِنِّي لأبْكِي اليَوْمَ مِنْ حَذَرِي غَدًا ... فِرَاقَكِ وَالحَيَّان مُجْتَمِعَانِ
سِجَالًا وتَهْتَانًا وَوَبْلًا وَدِيمَةً ... وَرَشًا وتَوْكَافًا وتَنْهَمِلانِ
فَأَخْبَرَ أَنّه خَاطَبَ الجَبَلَ وخاطَبَهُ عَلَى مَعْنَى أَنّه لَوْ نَطَقَ لَقَال هَذَا (¬1):
- شَامَةَ، ويقالُ: شَابَة، وهو جَبلٌ (¬2).
¬__________
(¬1) أجملُ من هَذِهِ الأبيات وألطف منها معنًى قصيدة ابن خفاجة الأندلسي في مخاطبة الجبل وهي مشهورة معروفة.
(¬2) مُعجم ما استعجم (3/ 744)، ومعجم البلدان (3/ 304)، وأعادها في شَامَةَ (3/ 315) وأنشد هو والبكري مع ما أنشدا من أبيات بيتَ أبي ذُؤَيبِ المذكورَ هُنا، ولهم حَوْلَ شَامَةَ أو شَابةَ وتُضَارع حديثٌ يَطُوْلُ ذِكْرُهُ. والبيتُ الّذِي أنشدَهُ لأبي ذؤَيبٍ الهُذَلِيِّ في شرحِ أشعار الهذليين (1/ 133) من قصيدة جيدة يصف فيها السَّحابَ والمَطَرَ منها:
صَبا صَبْوَةً بلْ لَجَّ وَهُوَ لَجُوْجُ ... وَزَالتْ لَهُ بِالأنْعَمَينِ حُدُوْجُ
كَمَا زَال نَخلٌ بِالعرِاقِ مُكَمَّمٌ ... أمِرَّ لَهُ مِنْ ذِي الفُرَاتِ خَلِيجُ
سَقَى أمَ عَمْرٍو كُل آخِرِ لَيلَةٍ ... حَنَاتِمُ سُوْدٌ مَاؤهُنَّ ثَجِيجُ
إِذَا هَمَّ بالإقْلاع هَبتْ لَهُ الصَّبا ... فَأَعْقَبَ نَشْءٌ بَعْدَهَا وَخُرُوْجُ
تَرَوَّتْ بِمَاءِ البَحْرِ ثُمَّ تَنَضَّبَتْ ... عَلَى حَبشِيات لَهُنَّ نئيجُ
يُضِيءُ سَنَاهُ رَاتِقٌ مُتكسِّفٌ ... أغَرُّ كَمِصْبَاح اليَهُوْدِ دَلُوْجُ
كَمَا نوَّرِ المِصْباحِ لِلْعُجْمِ أمْرَهُمْ ... بُعَيدَ رُقَادِ النَّائمين عَرِيجُ
تُكَرْكِرُهُ نَجْدِيَّةٌ وتَمُدُّهُ ... مُسَفْسِفَةٌ فَوْقَ الترابِ مَعُوْجُ
لَهُ هَيدَبٌ يَعْلُو الشِّرَاجَ وَهَيدَبٌ ... مُسِفٌ بأذنَابِ التِّلاعِ خَلُوْجُ
كأن ثِقَال المُزْنِ ........... ... .......................
فَذلِكَ سُقْيَا أمِّ عَمْرو وإنني ... بِمَا بذَلَتْ مِنْ سيبهَا لَلَبِيجُ
... هَذَا مَا اخْتَرتهُ منَ الأبيات وإنِّي لأنصَحُ بقراءة القَصِيدة كاملةً فليُراجع من شاءَ ذلِكَ.
الصفحة 417