كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

يَنْتفلُ فِيها مِنَ الشَّمسِ وَيَبْعُدُ عَنْها (¬1).
- والمُبْهمُ: الَّذِي لَا صَدعَ فِيهِ، بَابٌ مُبْهمٌ: مُغْلَقٌ لَا فُرْجَةَ فِيهِ، وَدِرْعٌ مُبْهمَةٌ: مُحكَمَة النَّسْجِ.
- قَوْلُهُ: "فَيقْتُلُوْنَهُ" [34]. كَانَ الأجْوَدُ "فَيقْتُلُوْهُ" نَصبًا عَلَى جَوَابِ الاسْتِفْهامِ، غَيرَ أَنَّ العَرَبَ رُبَّمَا رَفَعَتْ الأجْوبَةَ وَقَطَعتُها مِمَّا قَبْلها.
- وَقَوْلُهُ: "قَدْ نَزَلَ فِيكَ". أَي: نزلَ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ حُكُمٌ أَوْ قُرآن، فَحَذَفَ الفَاعِلَ اخْتِصَارًا، لَمَّا فُهِمَ المُعْنَى، وَمِنْهُ [قَوْلُهُ تَعَالى] (¬2): {حَيَّ تَوَارَت بِالحجَابِ (32)} أَي: الشَّمسُ، وَهبَّتْ جَنُوْبًا أَوْ شَمَالًا، أَي: الرِّيحُ، وَهذَا إِنَّمَا يَقَعُ فِيمَا لَا إِشْكَال فِيهِ، لأنَّ عُوَيمِرًا (¬3) سَأَلَ: كَيفَ الحُكْمُ؟ فَقِيلَ لَهُ: قَدْ نزلَ الحُكْمُ الَّذِي سَألتَ عَنهُ. والبَاتُّ: القَاطَعُ قَطْعًا مُستأصِلًا.
- وَ [قَوْلُهُ: لَيسَ لَهُ عَلَيها فِيهِ رَجْعَةٌ"] [35]. الرّجعَةُ: المَرَّةُ الوَاحِدَةُ مِنَ الرُّجُوْعِ كالضّربَةِ، والرِّجْعَةُ: الهيئَةُ، وكِلاهُمَا مَصدر (¬4)، غَيرَ أَنَّ أَحَدَهُمَا يَدُلُّ عَلَى الهيئَةِ، والثَّانِي يَدُلُّ عَلَى المِقْدَارِ.
و"الأصيهِبُ": تَصغِيرُ أَصهَب، وَهُوَ لَوْنٌ يَجْمَعُ حُمرة وَبَيَاضًا. و" أُثَيبِجٌ":
¬__________
(¬1) تهذيب الألْفَاظ (403، 804).
(¬2) سورة ص، الآية: 32.
(¬3) مذكورٌ في متن "المُوَطَّأ" وهُوَ عُوَيمِرُ بنُ أَبِي أَبْيَضَ العَجْلانِيُّ، وَقَال الطبَرَانيُّ: هو عُوَيمِرُ بنُ الحَارِث بن زَيدِ بنِ جَابِرِ بن الجَدّ بن العَجْلان، وأَبْيَضُ لَقَبٌ لأحَدِ آبائِهِ. يُراجع: الإصابة (4/ 746)، وَذَكَرَ حَدِيثَ المُوَطَّأ".
(¬4) في الأصل: "مصادر".

الصفحة 42