كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

لَوْ أَسْنَدَتْ مَيتًا علَى نَحْرِهَا ... عَاشَ وَلَمْ يُنْقَلْ إِلَى قَابِرِ
حَتَّى يَقُوْلَ النَاسُ مِمَّا رَأَوْا ... يَا عَجَبًا لِلْمَيتِ النَّاشِرِ
فَهَذَا مِنْ نَشَرَ فَهُوَ نَاشِرٌ، كَمَا تَقُوْلُ: ضَرَبَ فَهُوَ ضَارِبٌ. ويُقَالُ: أَنْشَرَ اللهُ المَوْتَى فَنَشَرُوا، وَيُرْوَى: "لَوْ نُشِرَ لِي أَبوَايَ".
- النُّمْلَةُ -بِضَمِّ النُّوْن-: النَّمِيمَةُ، يُقَالُ: رَجُل نُمْل: إِذَا كَانَ نَمَّامًا قَال الواعِي (¬1):
لَسْنَا بِأَخْوَالِ أَقْوَامَ يَزِيلُهُمُ ... قَوْلُ العَدِوِّ [وَلَا ذُو النمْلَةِ المَحَلُ]
[قَال الأصْمَعِيُّ: النُّمْلَةُ هِيَ قُرُوْحٌ] تَخْرُجُ في الجَنْبِ [وَغَيرِهِ] قَال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - للشَّفَاءِ (¬2): عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النُّمْلَةِ. قَال أَبُو عُبَيدِ (¬3): سَمِعْتُ ذلِكَ - أَرَاهُ
¬__________
= والشاهد في الثاني منهما وهو في مجاز القرآن (2/ 70، 153، 202، 286)، وجمهرة اللُّغة (734)، والاشتقاق (242)، وتفسير الطبري (19/ 13)، والخَصَائص (3/ 325، 335)، والأزمنة والأمكنة (1/ 31)، والمُخصص (9/ 92)، وتفسير القرطبي (3/ 23)، ومقاييس اللُّغة (5/ 340)، والصحاح، واللسان، والتاج (نشر).
(¬1) ديوانه (201)، ويُراجع: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 84).
(¬2) صَحَابيةَ أسْلَمَتْ قبلَ الهِجْرَةِ بمكةَ، هي بنتُ عبدِ الله بنِ عَبْدِ شَمْسِ بن خَلَفٍ، قُرَشِية، عَدَوية، كانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَزُوْرُهَا وَيُقِيلُ عندها في بيتها، وكانت قد اتخذت له فراشًا وإزارًا ينامُ فيه، فلم يَزَلْ عندَ وَلَدِهَا حَتَّى أخذه منه مروان بن الحكم، وَقَال لَهَا رَسُوْلُ الله - صلى الله عليه وسلم -: عَلِّمِي حَفصَةَ رُقْيةَ النُّمْلَةِ، كَمَا عَلمْتِهَا الكتابةَ. أخبارها كثيرة وحديثها هذَا مشهورٌ بروايات مختلفة مطولةٍ ومختصرةٍ، واسمها لَيلَى، وغلب عليها الشفاء. يُراجع: الاستيعاب (1868)، والإصابة (7/ 727).
(¬3) من قوله: قال الأصمعي كله لأبي عُبَيدٍ في غريبِ الحديثِ (1/ 84)، وليس فيه قوله: =

الصفحة 429