كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

- وَذَكَرَ خَبَرَ أَبِي مُعَاذٍ بَشَّارٍ الأعمَى مَعَ نِسَاءِ المَهْدِيِّ (¬1)، وَقَوْلَ أَبِي عَلِيِّ (¬2) البَصِيرِ:
قَالتْ لِتَهْزَأَ بِي غَدَاةَ لَقِيتُها ... يَا لِلرِّجَالِ لِصَبْوَةِ العُميَانِ
عَينُ البَصِيرِ تَرَى فَيَعشَقُ قَلْبُهُ ... مَا بَالُ مَنْ لَيسَتْ لَهُ عَينَانِ
فَأَجَبْتُها نَفْسِي فِدَاؤُكِ إِنَّمَا ... أُذْنِي وَعَيني في الهوَى سِيَّانِ
عَينُ البَصِيرِ زَعمتِ رَائِدُ قَلْبِهِ ... وَكَذَاكَ رِائِدُ قَلْبِيَ الأذُنَانِ

[مَا جَاء في نَفَقَةَ المُطَلَّقَةِ]
- وَ [قَوْلُهُ: ] "المَبْتُوْتَةُ" [68]: المَرأَةُ المَبْتُوْتُ طَلاقها، يُقَالُ: بُتَّ طَلاقُ المَرأَةِ، ولا يُقَالُ: بَتَّ المرأَةَ إلَّا عَلَى حَذْفِ الطَّلاقِ وإِقَامَةِ المُطَلَّقَةِ مَقَامَهُ.
-[قَوْلُهُ]: "لَا يَضَعُ عَصَاهُ": كِنَايَة عَنِ الضَّربِ لَها أَدَبًا لِلنِّسَاءِ، وَفِيهِ نَوعٌ مِنَ المُجَانَسَةِ لِلْمُبَالغَةِ؛ لأنَّه قَدْ كَانَ يَضَعُها، وَكَذلِكَ مُعَاويَةُ قَدْ كَانَ لَهُ مَال وإِنْ كَانَ مَيسُوْرًا، وَلكِنَّهُ أُسْلُوْبٌ مُسْتَعمَلٌ في لِسَانِ العَرَبِ إِذَا أَرَادُوا المُبَالغَةَ سَامَحُوا.
¬__________
(¬1) المهدي: هو الخَلِيفَة المشهورُ، وبشارٌ هو بشار بن بُردٍ الشَاعرُ المَشْهُوْرُ أَيضًا.
(¬2) هو أَبُو عَلِيٍّ الفَضْلِ بنُ جَعفَرِ بنِ الفَضْلِ بن يُوْنُسَ الكُوْفِيُّ الأنْبَارِي، شَاعِرٌ عَباسيُّ، مَاجِنٌ لاهٍ، كَثِيرَ التَرَدُّدِ عَلَى مَجَالِسِ الشرَابِ واللهْو والطَّرَبِ، فيه ظُرفٌ ومُدَاعَبةٌ، شِيعِيُّ المُعتَقَدِ، فيه بَعضُ الغُلُوِّ، عَبَّاسِي النزعَةِ، لُقِّبَ البَصِيرَ لِفَقْدِ بَصَرِهِ عَلَى عَادَتِهِم في التَّفاؤُلِ. تُوفي سنة (252 هـ)، وقيل غَير ذلِكَ. أَخْبَارُهُ في: مُعجم الشعراء (185)، ونكت الهميان (225)، ومعجم الأدباء (13/ 181)، ولسان الميزان (4/ 438). وجَمَعَ شعره الدُّكتور يُونس أحمد السامرائي، وطبع ضمن شُعراء عبَّاسيون (2/ 141 - 317) ولم ترد المقطوعة التي أوردها المؤلِّف في شعره فهي مستدركةٌ عليه.

الصفحة 46