كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

- وعُثْمَانُ البَتِّيُّ (¬1) يَقُوْلُ: السَّكْرَانُ كَالمَجْنُوْنِ لَا يَلْزَمُهُ شَيء مِنَ الأحكَامِ. وعُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ [يَقُوْلُ]: لَا يَلْزَمُ السَّكْرَانُ طَلاقًا، وَبِهِ قَال اللَّيثُ (¬2)، وعَلِي يُخَالِفُهُ.

[عِدَّة المُتَوَفَّى عَنْها زَوْجُها]
- قَوْلُهُ: "آخِرُ الأجَلْينِ" [83]. تَقْدِيرُهُ: أَجَلُهُ آخِرُ الأجَلَينِ، أَوْ انْقِضَاءُ عِدَّتها آخِرُ الأجَلَين فَحَذَفَ المُبْتَدَأ اخْتِصارًا، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالى (¬3): {بَلاغٌ}، أي: مَدَى بَلاغٍ.
- وَ [قَوْلُهُ: "حَطَّتْ اليهِ"] مَعْنَى حَطَّتْ: مَالتْ إِلَيهِ وانْجَذَبَتْ (¬4).
¬__________
(¬1) غيرُ مَوْجُوْدٍ في "الموطَّأ" وهو عُثْمَانُ بنُ مُسْلِمِ بنِ هُرمُزَ البَتِّي البَصرِي، رَأي أَنَسَ بنَ مَالِكٍ وغَيرَهُ، مَنْسُوْبٌ إِلَى البَتِّ: مَوْضِعُ بِنَوَاحِي البَصرَةِ. يُراجع: الجرح والتعديل (6/ 167)، والأنساب (2/ 78)، ومعجم البُلدان (1/ 334)، والتوضيح (1/ 340)، والتبصير (1/ 122)، وتهذيب التَّهذيب (7/ 139).
(¬2) هُوَ اللَيثُ بن سَعدٍ الفَهْمِيُّ بالوَلاءِ، أَبُو الحَارِث، إِمامُ أَهْلِ مصرَ في زمنه (ت 175 هـ). جمع أخبارُهُ الحافظ ابنُ حَجَرٍ في كتاب سمَّاه: "الرحمة الغيثية في الترحمة الليَّيثية" ويُراجع: وفيات الأعيان (4/ 127)، وتذكرة الحفَّاظ (1/ 207)، والنجوم الزَّاهرة (2/ 82) وغيرها.
(¬3) سورة الأحقاف، الآية: 35.
(¬4) أَنْشَدَ اليَفْرُني في "الاقْتِضَابِ" لِعَمرِو بنِ الأهْتَمِ:
ذَرِيني وَحطِّي في هوَايَ فَإِنَّنِي ... عَلَى الحَسَبِ العَالِي الرَّفيع شَفِيقُ
ويُراجع: شعر عَمرِو بن الأهْتَمِ (92) جَمَعَهُ الدُّكْتُور مَحمود عبد الجابر وَطُبع في مؤسسة الرِّسالة سَنَةَ (1404 هـ). مع شعرِ الزبرقان بن بَدرٍ، والشَّاهدُ من قصيدةٍ له في المفضَّليات (15، 127)، وشرحها لابن الأنباري (450)، وشرحها للتِّبريزي (2/ 596)، وشعر بني تميم=

الصفحة 49