كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -:
تَعَرَّضِي مَدَارِجًا وَسُوْمِي
تَعَرُّضَ الجَوْزَاءِ للنُّجُوْمِ
هَذَا أَبُو القَاسِمِ فَاسْتَقِيمِي
فَمَعْنَى التَّعْرِيضِ عَلَى هَذا أَنْ يَعْدِلَ عَنْ مَا يُرِيدُهُ وَلَا يَقْصِدُ قَصْدَهُ.
ويُحْتَمَلُ أَنْ يَكُوْنَ [مَأْخُوْذًا] مِنْ عُرْضِ الشَّيءِ وَهُوَ جَانِبُهُ. وأَعْرَضَ الشَّيءَ: إِذَا بَدَا لَكَ جَانِبُهُ وَلَمْ يَظْهَرْ جَمِيعُهُ، فَيَكُوْنُ مَعْنَى التَّعْرِيضُ: أَنْ يَظْهَرَ لَكَ بَعْضُ مَا تُرِيدُ.
- وَ [قَوْلُهُ: "فَتَرْكَنَ إِلَيهِ"] [2]. يُقَالُ: رَكِنَ يَرْكُنُ، ورَكَنَ يَرْكَنُ -بِضَمِّ الكَافِ وفَتْحِهَا في المُسْتَقْبَلِ- فالأوَّل: كَعَلِمَ يَعْلَمُ والثَّانِي: كَقَتَلَ يَقْتلُ، وَكَانَ الوَجْهُ: "فَتَرْكَنَ" بِفَتْحِ الكَافِ (¬1).
-[وَقَوْلُهُ]: "وَيَتَّفِقَا عَلَى صَدَاقٍ". مَعْطُوْفٌ عَلَى [قَوْلُهُ: ] "أَنْ يَخْطِبَ" وَلكِنَ الرِّوَايَةَ وَرَدَتْ [بِحَذْفِ] (¬2) النُّوْنِ. وإِثْبَاتُ النُّوْنِ [جَائِز] عَلَى القَطْعِ مِمَّا قَبْلَهُ.

[اسْتِئْذَانُ البِكْرِ والأيِّمِ فِي أنْفُسِهِمَا]
-[وَقَوْلُهُ: "والأَيِّمُ أحَقُّ بِنَفْسِهَا"] [4]. الأيِّمُ: الَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا، ثَيِّبًا كَانَتْ أَوْ غَيرَ ثَيِّبٍ.
¬__________
= مَقاييس اللغة (2/ 275)، والمُجمل (660). يُراجع: الصِّحاح، واللِّسان، والتَّاج (عرض).
(¬1) هو كذلك في رواية يحيى.
(¬2) في الأصل: "بضم".

الصفحة 5