كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

- وَقَوْلُهُ: "لَمْ تَحِلِّي بَعدُ" بِكَسْرِ الحَاءِ يُقَالُ: حَلَّ يَحِلُّ: إِذَا خَرَجَ مِنْ أَمر مَحظُوْر عَلَيهِ، وَهُوَ ضِدُّ حَرُمَ يَحرُمُ، ويُقَالُ: حَرِمَ يَحرَمُ، والمَصدَرُ: الحُرمُ. وحَلَّ الحَاجُّ مِنْ إِحرَامِهِ يَحِلُّ، وأَحَلَّ يُحِل، ولا يُقَالُ: يَحُلُّ إِلَّا إِذَا كَانَ بِمعنَى النزوْلِ.
وَ [قَوْلُهُ: "وَاخْتَلَفَا في المَراةِ تَنْفُسُ"] [86]. ويُقَالُ: نُفِسَتِ المَرأَةُ تَنْفَسُ، وَحَكَى ابنُ الأعرَابِيِّ نَفِسَتْ (¬1)، وَهُوَ (¬2) شَاذٌّ.

[مَقَامُ المُتَوَفَّى عَنْها فِي بيتِها .. ]
- وَ [قَوْلُهُ: "كَانَ بِطَرَفِ القَدُوْمِ"، [87]. القَدُّوْمُ: مَوْضِعٌ، وَوَقَعَ في رِوَايَةٍ: "القَدُوْمِ" (¬3).
¬__________
= (167)، وأخبار عمرو ومصادر ترجمته ذكرتها في هامش الاقتصاب لليَفْرنِيِّ، فلتُراجع هُنَاك.
(¬1) قَال اليَفْرُني في "الاقْتِضَابِ": "حَكَى ابنُ الأعرَابِي أَنه يُقَالُ: نَفِسَتِ المَرأَةُ بِفَتحِ النُّوْنِ وكَسْرِ الفَاءِ، ولَيسَ ذلِكَ بِمَعرُوْفٍ، وإِنَّمَا المَشْهُوْرُ الأوَّلُ، هذَا قَولُ ابنُ السيد [الوَقَشِي] وتقدَّمَ لَنَا أوَّل الكتَابِ أَنّه يُقَالُ على مَا حَكَاهُ الخَطَّابي وصاحب "الغَريبين": نَفَسَتِ المَرأَةُ ونُفِسَتُ: حَاضَتْ، ونحوه حَكَى أَبُو عُبَيدٍ". يُراجع: غريب الحديث للخَطَّابِيِّ (2/ 576)، وجمهرة اللغة (849).
(¬2) في الأصل: "وهي".
(¬3) جَاءَ في "الاقْتِضَابِ" لليَفْرني: "قَال ابنُ السَّيد [الوَقَّشِي]- بِفَتْحِ القَافِ والتشْدِيدِ-: مَوْضع. وَوَقَعَ في بَعضِ النُّسَخِ -بضمِّ القَافِ- وذلِكَ خَطَأ، وكَذلِكَ مَنْ رَوَاهُ بِفَتْحِ القَافِ والتَّخْفِيف، ومثلُهُ الَّذي في حديث إِبْرَهِيم - عليه السلام -: "أنَّه اخْتَتَنَ بالقَدوْم]. وَقَال البَكْرِيُّ: قُدُومٌ -بِضَمِّ أَوَّلِهِ- على وزن فَعُولٍ: ثنيةُ بالسَّراةِ. قال: والمُحَدِّثُوْنَ يَقُولونَ: قَدَّومٌ -بتَشْدِيدِ ثانية- وفي حديث إِبْرَاهِيم - عليه السلام - اختَتَنَ بالقَدُوْمِ. وَرَوَاهُ أَبُو الزنَّاد "بالقَدُومِ" مُخَففًا، وهو قَوْلُ أكثرِ اللغَويّين. وَقَال مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ اللُّغَوي: "قَدُّوْمُ": مَوْضِعٌ معرفة لا تَدخُلُ عليه الألِفُ =

الصفحة 50