كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

- وَقَوْلُهُ]: "فَلَمَّا كانَ عُثْمَانُ". أَي: زَمَنَ عُثْمَانَ، فَحَذَفَ المُضَافَ.
- وَ [قَوْلُهُ: "وَذَكَرتُ حَرثًا لَهُ بِقَناةَ" [88]. قَنَاةُ: اسمُ وَاد بِنَاحِيَةِ أُحُدٍ (¬1)، وَهُوَ عَلَم غَيرُ مُنْصَرِفٍ، وفِي الحَدِيثِ: "فَسَأَلَ الوَادِي قَنَاة" -بالرَّفْعِ- عَلَى البَدَلِ مِنَ الوَادِي. وَرَوَى بعضُ الفُقَهاءِ "قَنَاةً" وتَوَهَّمُوْهُ قَنَاة مِنَ القَنَوَاتِ، وذلِكَ غَلَط.
¬__________
= واللَّامُ، هكَذَا ذَكَرَهُ بالتَّشْدِيدِ ... ".
يقُوْلُ الفَقِيرُ إِلَى اللهِ تَعَالى عَبدُ الرحمَن بن سُلَيمَان بن عُثيَمِين: كَلامُ البَكْرِي في مُعجَم مَا اسْتعجَم (1052، 1053) وهو النَّاقِلُ عن أَبِي الزناد.
أَمَا أَبُو الزِّناد فكنية غلبت على أَبِي عَبْدِ الرحمنِ عبْدُ الله بن ذَكْوَان القُرَشيُّ، مَوْلاهُم. كَانَ مَوْلَى رَملَة بنت شَيبَة بن رَبِيعَة امرَأَةُ عُثْمَان بن عَفان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - (ت 130 هـ) وَقِيلَ غَيرُ ذلِك. وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقَال لَهُ: "أَبُو الزّنَاد". قَال ابنُ سَعدٍ: وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الحَدِيثِ، فَصِيحًا بَصِيرًا بالعربية عالمًا، عاقِلا. أَخْبَارُهُ في: المِعرِفَة والتاريخ (1/ 300)، والجَرحِ والتعدِيل (5/ 49)، والتمهيد (18/ 5)، وسير أعلام النبلاء (5/ 445)، وتهذيب الكَمَالِ (14/ 476).
وأَمَّا مُحَمَّدُ بنُ جَعفرٍ اللُّغَويُّ فَلَم أَعرِفْه، وَهُوَ مُتَقَدِّم بكُلّ تَأكيد، وَلَيسَ هُوَ الإمَام اللغويّ المَشْهُوْرُ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ المَعرُوْف بالقَزازِ التميميِّ القيروانيّ (ت 412 هـ) وإن كان هو المتبادر إلى الذهن لقول القاضي عياض في مشارق الأنوار (2/ 198): "وَحَكَى الحَربي عن مُحَمَّدِ بنِ جَعفَرٍ اللُّغَويّ".
ويُراجع في القَدُّوْم: معجم البُلدان (4/ 312)، وهو من أسماء المشترك في المَوَاضع بعضها بالتَّشْدِيدِ وبعضها بالتَّخفيف. يُراجع: المُشترك وضعًا لياقوت (340)، وفي غايةِ الوَسَائِل لابن باطيش، ورقة (18)، أول من اختتن إبراهيم الخليل - عليه السلام -، اخْتَتَنَ بالقَدُّوْمِ؛ جَبَلٌ بالحِجَازِ قُرب المدينة وكان قد أَتى عليه مائة وعشرون سنة".
(¬1) مُعجم مَا استَعجَم (1096)، ومُعجم البُلدان (4/ 401)، والمَغَانم المُطَابة (351)، وفي هامش مُعجم مَا اسْتَعجَم نَصُّ كَلامِ المُؤَلِّفِ هُنَا غَيرُ مَنْسُوْبٍ إِلَيهِ، ثُمَّ نَقَلَ عن الحَازِمِيِّ أَيضًا.

الصفحة 51