كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
- و [قَوْلُهُ: "تَنْتَوي حَيثُ انْتَوَى أهْلُها"] [89]. تَنتَوي: تَفْتَعِلُ من النَّوَى، وَهُوَ مَا يَنْويهِ الإنْسَانُ مِنَ السَّفَرِ، أَي: يَذْهبُ حَيثُ ذَهبُوا وَيُقِيمُ حَيثُ أَقَامُوا.
[مَا جَاء في العَزْلِ]
-[قَوْلُهُ: فَجَاءَهُ ابنُ قَهدٍ، رَجُلٌ مِنْ أهْلِ اليَمَنِ"] (¬1) [99]. القَهْدُ -في اللُّغَةِ-: الشَّدِيدُ البَيَاضِ، والقَهْدُ. النَّرجِسُ. وَقَهدُ -مَفْتُوْحُ الهاءِ-: مَوْضِع بِعَينهِ (¬2).
¬__________
(¬1) ذَكَرَ الزَّبِيدِي في التَّاج (قَهد) فَقَال: "ابنُ قَهْدٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ قَرَأْتُ في "المُوَطَّأ" في (بَابِ العَزْلِ) عَنِ الحَجَّاجِ بنِ عَمرو، عن عزية: أنَّه كَانَ جَالِسًا عِنْدَ زَيدِ بنِ ثَابِتٍ فَجَاءَهُ ابنُ قَهْدٍ رَجُلٌ مِنَ اليَمَنِ. ويُروَى بالفَاءِ كَذَا رَأَيتُهُ، وهكَذَا رَوَاهُ ابنُ الحَذَّاءِ بالقَافِ، وَجَوَّزَ أَنْ يَكُوْنَ قَيسُ بنُ قَهْدٍ، وَلَهُ صُحبَةٌ، قَال الحَافِظُ: وَفِيهُ بعدٌ".
يقُولُ الفَقيرُ إلى اللهِ تَعَالى عَبْدُ الرَّحمن بنُ سُلَيمَانِ بنُ عُثيمِينَ: لَيسَ فِيهِ بعدٌ كَمَا قَال الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ -رحمه الله- بَلْ هُوَ خَطَأٌ مَحضٌ، فَابنُ قَهْد الصَّحَابِي قَيسُ بنُ قَهْد الأنْصَارِيُّ، وابنُهُ سليم بنُ قَيسِ بنِ قَهْد شَهِدَ بَدرًا، رَوَى عَنْ أَبيهِ كَذَا قَال الحَافِظُ نَفْسُهُ في تَرجَمَتَيهِمَا في الإصَابَةِ (5/ 496، 3/ 169)، فَقَيسُ بنُ قَهْدٍ أَنْصَارِيٌ مَدَنِيٌّ، وهذَا يَمَنِي؟ ! . وَلَيس يَمَنِي قبيلةً، بل هُوَ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، أي: مِنْ سُكَّانها. ويُرَاجَع في: قَهْد وابنِ قَهْد: المُؤتَلف والمُخْتَلف للدارقُطني (4/ 1843)، والإكْمَال (7/ 77)، والتَّوضيح (2/ 407) (مَخْطُوْط)، والتَّبصير (3/ 1086)، وابن أبي قَهْدٍ من عُلَمَاء الأنْدَلس أَيضا. والشيءُ بالشَّيءِ يُذكر.
(¬2) مُعجم ما استعجم (3/ 1100)، ومُعجم البُلدان (4/ 418)، وأَنْشَدَ:
لَوْ كَانَ يُشْكَى إِلَى الأموَاتِ مَا لقِيَ الْـ ... أحيَاءُ بَعدَهُمُ مِنْ شِدَّةِ الكَمَدِ
ثُمَّ اشْتكيتُ لأشْكَانِي وَسَاكنُهُ ... قَبْرٌ بِسِنجَارَ أَو قَبْرٌ عَلَى قَهدِ
فَائِدةٌ: هذَانِ البَيتَانِ أَنْشَدَهُمَا أَبُو تَمَّامِ في الحَمَاسَةِ "رِوَايَة الجَوَالِيقِي" (226) وقَبْلَهُمَا:
لَوْ كَانَ حَوْضُ حِمَارٍ مَا شَرِبْتُ بِهِ ... إلَّا بِإِذْنِ حِمَارٍ آخِرَ الأبدَ =
الصفحة 52