كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
- وَرَوَى زَيدُ بنُ أَبِي الزَّرقَاءِ (¬1) عَنِ ابنِ (¬2) لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَعمَرِ بنِ أَبِي حُيَيّة، عَنْ عُبَيدِ بنِ رِفَاعَة، عَنْ أَبِيهِ قَال: جَلَسَ إلى عُمَرَ عَلِيّ، والزُّبَيرُ، وسَعد في نَفَرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فَتَذَكَّرُوا العَزْلَ فَقَالُوا: لَا بَأسَ بِهِ، فَقَال رَجُل: إِنَّهُم يَزْعُمُوْنَ أَنّها المَوْؤُدَةُ الصُّغْرَى، فَقَال عَلِيٌّ: لَا تكُوْنُ مَوْؤُدَة حَتَّى تَمُرَّ عَلَيها التَّارَاتُ السَّبْعُ (¬3)؛ تكُوْنُ سُلالةً، ثُمَّ نُطْفَةً، ثُمَّ عَلَقَةً، ثمَّ مُضْغَةً، ثُمَّ عَظْمًا، ثُمَّ لحمًا، ثُمَّ خَلْقًا آخَرَ، فَقَال عُمَرُ: صَدَقْتَ أَطَال اللهُ بَقَاءَكَ. وَرَوَاهُ
¬__________
= لَكِنَّهُ حَوْضُ مَنْ أَوْدَى بإخْوتهِ ... رَيبُ الزَّمَانِ فَأَمسَى بَيضَةَ البَلَدِ
ونَسَبَهُمَا التبرِيزِي في شرحه (2/ 297) إلى صنان بن عبَّاد اليَشْكُرِي، وراجعت شُعراء بكر الَّذي جَمَعَه الدُكتور عبد العزيز نَبَوي وطُبع في دار الزَّهْراء بالقاهرة سنة (1410 هـ)، فلم يذكره في شُعَراء بني يشكر البكريين فهل فاته؟ أو لعلَّه لم يَجْزِم بكونهِ جَاهِلِيًّا، والأمرُ يُحتَمَلُ؟ ! .
وَذَكَرَ الثَّعَالِبِيُّ في "ثِمَار القُلُوْبِ" (495) "بَيضَةَ البَلَدِ" وأَنْشدَ البَيتَ الأخِيرَ. وفي اللِّسان (بَيَضَ) أَنْشَدَ ثَلاثَةَ أَبْيَاتٍ نسَبَها إلى صنان المَذْكُور. وفي الأمثالِ: "فُلانٌ بَيضَةُ البَلَدِ تُقَالُ في المَدحِ والذَّمِّ". وحِمَارٌ المَذْكُوْرُ في البَيتِ لَقَبُ رَجُل بِعَينهِ، وَكَوْنُهُ الحَيَوانُ أَبْلَغُ.
(¬1) هُوَ زَيدُ بنُ أَبي الزَّرقَاء يزيد التَّغْلِبي المَوْصِلي، نَزِيلُ الرَّملَةِ، والِدُ هارُوْنَ بنَ زَيد، خَرَجَ من الموصل إلى الرَّملَة بِسَبَبِ الفِتنةِ (ت 194 هـ). أَخْبَارُهُ في: المعرفة والتَّاريخ (2/ 461)، والجرح والتَّعديل (3/ 575)، وتهذيب الكَمَالِ (10/ 70)، وسير أعلام النُّبلاء (9/ 316)، وتهذيب التَّهذيب (3/ 754).
(¬2) في الأصل: "أبي" والصَّواب أنَّه عَبد الله بن لَهِيعَةَ الحَضْرَمِيُّ، وقيل: الغَافِقِيُّ، من أَنفسهم مُحَدِّثٌ عَاشَ في مِصرَ وَمَاتَ سنة (174 هـ). أَخْبَارُهُ في: طبقات ابن سعد (7/ 516)، وطبقات خليفة (296)، والإكْمَالِ (7/ 59)، وتهذيب الكَمَالِ (1/ 487)، وسير أعلام النُّبلاء (8/ 10)، والشَّذَرَات (1/ 283)، وغيرها.
(¬3) يُراجع: زَادَ المَسِيرِ (5/ 462).
الصفحة 53