كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
(كِتَاب الرّضَاعَةِ) (¬1)
يُقَالُ: رَضاعَةٌ ورِضَاعَةٌ، ورَضَاع ورِضَاع، ورَضِعَ يَرضَعُ عَلَى مِثَالِ عَلِمَ يَعلَمُ، وهِيَ لُغَةُ قَيسٍ (¬2) وغَيرُهُم يَقُوْلُ: رَضَعَ يَرضِعُ على مِثَالِ: ضَرَبَ يَضْرِبُ. فَإِذَا أَردتَ اللُّؤَم قُلْتَ: رَضُعَ يَرضعُ رَضَاعَة كَقَبُحَ يَقْبَحُ قَبَاحَةً.
[رَضَاعَةُ الصَّغيرِ]
- وَقَوْلُهُ: "لِعَمّ لِحَفْصَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ" [1]. لَيسَ مِنْ كَلامِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وإِنَّمَا كَلامُ النَّبيِّ [- صلى الله عليه وسلم -]: "أرَاهُ فُلانًا" وَقَوْلُهُ: "لِعَمٍّ لحفْصَةَ" تَفْسِيرٌ لِفُلانٍ، ومَعنَاهُ: [أَرَاهُ] عَمًّا لِحَفْصَةَ، وهذهِ اللَّامُ تَأْتِي بِمَعْنَى يَعْنِي وَيُرِيدُ، ويُفَسَّرُ بِها المُبْهمُ.
- وَ [قَوْلُهُ: "الِلَّقَاحُ وَاحِدُ"] [5] اللَّقَاحُ -مَفْتُوْحُ اللَّامِ-: مَصدَرُ لَقِحَتْ
¬__________
(¬1) المُوَطَّأ رواية يَحيَى (601)، ورواية أبي مصعب الزُهْرِيِّ (2/ 5)، ورواية محمَّد بن الحسن (208)، ورواية سُوَيدٍ (280)، وتَفْسِير غريب المُوَطَّأ لابن حَبِيبٍ (1/ 402)، والاستذكار (18/ 241)، والمُنْتَقى لأبي الوليد (4/ 151)، وَالقَبَس لابن العَرَبِيِّ (761)، وتَنْوير الحَوَالك (2/ 113)، وشرح الزُّرقَانِيِّ (3/ 237)، وكشف المغطى (267).
(¬2) نقل اليَفْرُنيُّ كلامَ المُؤلَفِ في كتابه "الاقْتِضَابِ" ولم يزد عليه. جَاءَ في اللِّسان (رَضَع): "على مثال: ضَرَبَ يَضْرِبُ، وهي لُغَة نَجْديَّة". وفي جمهرَة اللُّغَة لابن دُرَيد (2/ 747): "فَأَمَّا أَهْلُ نَجْد فَيقُوْلُون: رَضَعَ يَرضِعُ، ويُنشدون:
وَذَمُّوا لنَا الدُّنْيَا وَهُم يَرضِعُونَها ... أَفَاويقَ حَتَّى مَا يَدرَّ لَها ثُعْلُ
يَقُوْلُ الفَقِيرُ إلى اللهِ تَعَالى عَبْدُ الرّحمَن بنُ سُلَيمَان بن عُثيمِين -عَفَا اللهُ عَنْهُ-: قَيس قَبِيلَةٌ نجديّة -في غَالبها- واسمَع إِن شِئْتَ قَوْلَ شَاعِرِهِم:
جِذْمُنَا قَيسُ وَنَجْدٌ دَارُنَا ... وَلنَا الأبُّ بِها والمَكْرَعُ
والبَيتُ الَّذِي أَنْشَدَهُ ابن دُرَيد لِعَبْدِ الله بن همَّام السَّلُوْلي. خَرَّجته في "الاقْتِضَاب" فليُرَاجع.
الصفحة 63