كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

وَصُدُقَةٌ، وَصَدْقَةٌ وصُدْقَةٌ (¬1). واشْتِقَاقُهُ مِنْ صَدْقِ النَّظَرِ، وصَدَقِ اللِّقَاءِ، ورُمْحٌ صَدْقٌ: إِذَا كَانَ صُلْبًا (¬2)؛ لأنَّ بِهِ يَكْمُلُ النِّكَاحُ ويَنْعَقِدُ، ومِنْهُ الصِّدْقُ فِي الحَدِيثِ؛ لأنَّ الصَّادِقَ عَلَى ثَبَاتٍ مِنْ أَمْرِهِ بِخِلافِ الكَاذِبِ.
- و"الحِباءُ": العَطَاءُ الَّذِي يُخَصُّ بِهِ وَاحِدٌ دُوْنَ آخَرَ.
- وَقَوْلُهُ: "سُوْرَةُ كَذَا وَسُوْرَةُ كَذَا" يَجُوْزُ في "سُوْرَةٍ" التَّنوينُ، وتُجْعَلُ (كَذَا) كِنَايَةً عَنْ صِفَةٍ، ويَجُوْزُ تَرْكُ التَّنوينِ، وتكوْنُ (كَذَا) كِنَايَةً عَنِ المُضَافِ؛ كَمَا تَقُوْلُ: سُوْرَةُ البَّقَرَةِ، وَهُوَ الوَجْهُ.
- قَوْلُهُ: "لِسُوَرٍ سَمَّاهَا" كَلامٌ فِيهِ حَذْفٌ، كَأَنَّهُ قَال: قَال ذلِكَ لِسُوَرٍ سَمَّاهَا.
- وَ [قَوْلُهُ: "أوْ مِنَ العَشِيرَةِ" [9]. العَشِيرَةُ: القَبِيلَةُ؛ سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِمُعَاشَرَةِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ. والعَشِيرُ: الزَّوْجُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفَاعلٍ كَنَدِيمٍ وَجَلِيسٍ (¬3).
- وَ [قَوْلُهُ: "فَابْتَغَتْ أُمَّها"] [10]. ابْتَغَتْ: طَلَبَتْ، يُقَالُ: بَغَيتُ الشَّيءَ أَبْغِيهِ بُغَاءً: إِذَا طَلَبْتُهُ، فَإِنْ أَكْثَرْتَ من طَلَبِهِ قُلْتَ: ابْتَغَيتُ ابْتِغَاءً.
- وَ [قَوْلُهُ: "مَنْ كَانَ، أبًا أوْ غَيرَهُ"] [11]. رَوَى يَحْيَى: "مَنْ كَانَ، أَبًا أَوْ غَيرَهُمْ". وَرَوَى غَيرُهُ مِنَ الرُّوَاةِ: "أَوْ غَيرَهُ" بإِفْرَادِ الضَّمِيرِ (¬4)، وَهُوَ الوَجْهُ؛
¬__________
(¬1) جاء في اللِّسان (صدق): "الصَّدَقَةُ والصُّدُقَةُ والصُّدْقَةُ -بالضَّمِّ وتَسْكِينِ الدَّالِ- والصَّدْقَةُ والصَّدَاقُ والصَّدَاقُ: مَهْرُ المَرْأَةِ".
(¬2) في الأصل: "صليتًا" وفي "الاقتضاب": "صليبًا". وفي اللّسان (صدق): "والصَّدْقُ -بالفتح- الصلبُ من الرِّماح وغيرها".
(¬3) منه قوله تعالى: {لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13)} سورة الحَجِّ.
(¬4) كذلك هُو في رواية يحيى المطبوعة.

الصفحة 7