كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

والضَّربِ. ويُسَمَّى مَا دُوْنَ الدِّيَةِ مِمَّا يُوخَذُ عَلَى الجِرَاحَاتِ أَرشًا، واشْتِقَاقُهُ مِنْ أَرَّشْتُ الشَّرَّ بَينَ القَوْمِ تَأْرِيشًا: إِذَا هيجته (¬1).
- وَقَوْلُهُ: "فَإنْ هُوَ عَجَزَ عَنْ أدَاءِ عَقْلِ ذلِكَ الجَرحِ". هُوَ مَفْتُوْحُ الهمزَةِ الأوْلَى وَلَيسَ بِمَصدَرٍ حَقِيقَة، وَلكِنَّهُ اسْم موْضُوع مَوْضِعَهُ، [وَإِنَّمَا المَصدَرَ التّأديَةُ. والأدَاءُ مَفْتُوْحُ الهمزَةِ مُخَفَّف الدَّالِ قَال تَعَالى: {وَأَدَاءٌ إِلَيهِ بِإِحْسَانٍ}] (¬2).
- وَ [قَوْلُهُ: "أوْ مَغضُوْبَ الجَسَدِ"]. يُقَالُ: عَضَبْتُ الشَّيءَ عَضْبًا فَأَنَا عَاضِبُ وَهُوَ مَعْضُوْب: إِذَا قَطَعتَهُ، وَمِنْهُ: سَيفٌ عَضْبٌ، وَيُسْتَعمَلُ ذلِكَ فِي القرنِ إِذَا كُسِرَ، فَإِنْ نَسَبْتَ ذلِكَ إِلَى الشَّيءِ المُنْقَطِعِ أَوْ المُنكسِرِ قُلْتَ: عَضِبَ عَضَبًا مِثْلُ غَضِبَ غَضَبًا، وَمِنْهُ كَبْشُ أَعْضَبُ وشَاة عَضْبَاءُ: إِذَا انكسَرَتْ قُرُوْنُها.

[عِتْقُ المُكَاتَبِ إِذَا أدَّى مَا عَلَيهِ قَبْلَ مَحِلَّه]
مَحِلُّ الشَّيءِ ومَحلُّهُ: وَقْتُهُ الَّذِي يَجِبُ فِيهِ، وَكَذلِكَ مَوْضِعُه (¬3) يُقَالُ: هُوَ مَحِلّ آخَرُ، ومَحَلّ آخَرُ، وقُرِئَ (¬4): {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [{مَحِلَّهُ}] (¬5)
¬__________
(¬1) العَينُ (6/ 284) وأَنْشَدَ:
* مَا كُنْتُ مِمَّنُ أَرَّشَ الحَرْبَ بَينَهُم *
قَال: "قَال حمَّاسٌ: الأرشُ ثَمَنُ المَاءِ إِذَا وَرَدَ عَلَيكَ قَوْمٌ فَلَا تُمكِنُهُم مِنَ المَاءِ حَتَّى تأْخُذَ الثمَن". ويُراجع الغَريبين (1/ 42)، والمَجْمُوعَ المُغيث (1/ 55)، والنهاية (1/ 39).
(¬2) أَعَادَ الناسخ مَا جَاء في كتاب "الرِّضَاعة" سهوٌ مِنْهُ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيها بالقَلَمِ فَلَم يَبْقَ مِنْهُ إلَّا هذه العِبَارة. والآية المَذْكُوْرة رقم 178 من سورة البقرة.
(¬3) في الأصل: "موضع".
(¬4) سورة البقرة، الآية: 196، وسورة الفتح، الآية: 25، وتقدَّمه تخريج القراءة.
(¬5) في (س).

الصفحة 71