كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

(وَمِنْ كِتَاب العِتْقِ) (¬1)
[مَنْ أعتَقَ شِركًا لَهُ فِي مَملُوْكٍ]
-[قَوْلُهُ: "مَنْ أعتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ" [1]. أَصلُ الشِّركِ أَنْ يَكُوْنَ مصدَرًا مِنْ شَرِكْتُهُ فِي الأمرِ أَشْرَكُهُ، ثُمَّ سُمِّيَ الشَّيءُ المُشْتَرِكُ فِيهِ شُرَكَاءُ، كَمَا تُسَمِّى الأشْيَاءَ بالمَصَادِرِ.
-[قَوْلُهُ: "يُعْتِقُ سَيِّدهُ مِنْهُ شِقْصًا"]. الشِّقْصُ -بِكَسْرِ الشِّينِ-: النَّصِيبُ مِنَ الشَّيءِ (¬2).
- وَ [قَوْلُهُ: "وَأنَّ العَبْدَ الَّذِي يَبُتُّ سَيِّدُهُ"]. يُقَالُ: بَتَّ الشَّيءَ يَبُتُّهُ وَيَبِتُّهُ بِضَمِّ البَاءِ وَكَسْرِها. وَذُكِرَ عِنْدَ حَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيمَان (¬3) حَدِيثَ القرعَةِ في العَبِيدِ،
¬__________
(¬1) المُوطَّأ رواية يَحيَى (772)، ورواية أبي مُصعَبٍ الزهْرِيِّ (2/ 399)، ورواية محمَّد بن الحسن (298)، ورواية سُوَيدٍ (388)، والمُنْتَقَى (6/ 255)، وتَنْوير الحوَالك (3/ 2)، وشرح الزُّرْقَاني (4/ 77)، وسُمِيَ الكتاب في بعض الرِّوايات "العِتَاقَ أو العِتَاقَةَ" جاء في حاشية نسخة الأصل من "الاقْتِضَاب" لليَفْرُنِيِّ: قَال أَبُو سَهْل الهرَويُّ في شرحه كتاب "الفصيح" وهو "الإسْفَارُ" العتق والعتاق بكسر العين فيهما والعتاقة بالهاء وفتح العين".
أقُوْلُ: لَدِيَّ -ولله الحمدُ- نسخة جيدة من "الإسْفَارِ" المذكور راجعتها فوجدت فيها النص المَذْكُورَ، خَرَّجْتُهُ في "الاقتِضَاب" فليُراجع من أراد ذلك هُنَاك مَشْكُوْرًا.
(¬2) النهاية (2/ 490)، أَقُوْلُ: مَا زَالت العَامَّةُ في نجد تسميه بذلك.
(¬3) حمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيمان مُسْلم الأشْعَرِيُّ الكُوْفِيّ الفَقيهُ، أَبُو سُلَيمَان مَوْلَى أبي مُسْلمٍ، وقيل: مَوْلَى إِبْرَاهيم بن أَبي مُوسى الأشْعَرِيّ (ت 120 هـ) وابنه إسماعيلُ بنُ حَماد مَشْهُوْرٌ. أَخْبَارُ حَمَّاد في: طَبقَات ابن سعد (6/ 332)، وتَهْذيب الكَمَالِ (7/ 269).

الصفحة 79