كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
فَائِدَةٌ. ويُروَى إِنَّ رَجُلًا قَال لأخِيهِ (¬1): لأهْجُرَنَّكَ، فَقَال: كَيفَ تَهْجُرُني وأَبُوْنَا وَاحِد؟ فَقَال:
أَبُوْكَ أَبِي وَأَنْتَ أَخِي وَلكِنْ ... تَفَاضَلَتِ الطَّبِائِعُ والظُّرُوْفُ
وَأُمُّكَ حِينَ تُنْسَبُ أُمُّ صدقٍ ... وَلكِنَّ ابْنَها طَبعٌ سَخِيفُ
فَقَوْلُهُ: "أَبُوكَ أَبِي وأَنْتَ أَخِي" كَلام لَو انْفَرَدَ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَائِدَة، وَلكن لمَّا جَعَلَهُ مُقَدِّمَةً لِمَا بعدَهُ أَفَادَ.
-[قَوْلُهُ: "عَنِ المَقْبُرِيِّ"] [10]. يُقَالُ: المَقْبُرِيُّ (¬2) -بِفَتْحِ البَاءِ وضَمِّها (¬3) - كَمَا يُقَال: مَقْبَرَةٌ ومَقْبُرَةٌ.
- وَقَوْلُهُ: "يَجْزِئُ [عَنْهُ] ". الوَجْهُ فِيهِ فَتْحُ اليَاء وتركُ الهمزَةِ، يُقَال: جَزَى عَنِّي يَجْزِي: إِذَا قَضَى عَنِّي الوَاجِبَ، فَإِذَا أَردتَ مَعَ الكِفَايَةِ قُلْتَ: أَجْزَأَنِي
¬__________
(¬1) نَقَلَ اليَفْرُنيُّ في "الاقْتِضَابِ" شرح هذِه الفقرة وأَسْقَطِ البَيتينِ. وهُمَا للمُغِيرَةِ بن حَبْنَاء التَّمِيمِي يَهْجُو بِهِمَا أَخَاهُ صَخْرًا، روَاهُمَا أبو الفَرَج الأصبَهانِي في الأغاني (13/ 100)، وابن قُتَيبَةَ في الشِّعرِ والشُّعَرَاء (319)، وابن حمدون في تذكرته (5/ 144) ... وغيرهم.
(¬2) في الأصل: "المقبر".
(¬3) لم يذكر السمعَاني في الأنساب، ولا ابنُ الأثِيرِ في "اللُّبَابِ"، ولا السُّيُوطِي في "لب الألْبَاب" إلَّا الضّمَّ. وذكر الرشاطيُّ في "أنسابه" الفتحَ والضَّمَّ معًا، فقال (2 / ورقة 26): "المَقْبَرِيُّ: يُقَالُ: مَقبُرَة وَمَقْبَرَةٌ بضمِّ البَاءِ وَفَتْحِها" وَكَذلِكَ هي في معاجم اللُّغة. يُراجع: العين (5/ 157)، وإصلاح المنطق (119)، وتهذيبه (304، 305)، وترتيبه "المَشُوف المُعلَمُ" (620)، وجمهرة اللُّغَةِ (1/ 334)، وتهذيب اللُّغة (9/ 138)، والمجمل (740)، والمحكم (6/ 239)، والصِّحَاحِ واللِّسان، والتَّاج (قبر) وأساس البلاغة (352)، وفيه: "وَالبَقِيعُ مَقْبُرةُ المَدِينَةِ وَمَقْبَرَتُها" وزاد اليَفْرُنِي: "وَحَكَى بَعضُهُم: مقْبِرَة".
الصفحة 85