كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
فَاشْرَطَ فِيها نَفْسَهُ وَهُو مُعصِمُ ... وَأَلْقَى بِأَسْبَابٍ لهُ وَتَوَكَّلا
قَال: وَيُحتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ: اشْتَرِطِي لَهُمُ الوَلاءَ الَّذِي يُوْجِبُهُ عِتَاقُكِ، يُرِيدُ إِنَّ الوَلاءَ لَكِ لَا لَهُم، قَال: ذَهبَ بَعضُ النَّاسِ إِلَى (¬1): أَنَّ مَعْنَى "لَهُم": عَلَيهِم، قَال، ذلِكَ: عَبْدُ المِلِكَ بنِ هِشَامٍ النحويُّ (¬2)، قَال عَبْدُ المَلِكِ: وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ [تَعَالى] (¬3): {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} أَي: فَعَلَيها. وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ شُجَاعٍ (¬4) يُحمِلُ ذلِكَ عَلَى مَعْنَى الوَعِيدِ الَّذِي ظَاهِرُهُ الأمرُ وَبَاطِنُهُ النَّهْيُ، كَقَوْلهِ [تَعَالى] (¬5): {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ} وَبِقَوْلهِ [تَعَالى] (¬6): {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} وَمَعنَاهُ: الوَعِيدُ لَهُم عَلَى
¬__________
= ولا أَعتِبُ ابنَ العَمِّ إِنْ كَانَ ظَالِمًا ... وأَغْفِرُ عَنْهُ الجَهْلَ إِنْ كَانَ أَجْهلا
وَإِنْ قَال لِي مَاذَا تَرَى يَسْتَشِيرُني ... يَجِدنِيَ ابنَ عَمٍّ مِخْلِطَ الأمرِ مِزْيَلا
أُقِيمُ بِدَارِ الحَزْمِ مَا دَامَ حَزْمُها ... وأَحْرِ إِذَا حَالتْ بَأَنْ أَتَحَوَّلا
والشَّاهِدُ في: جَمهرَةِ اللُّغَةِ (2/ 726)، والاشْتِقَاق (261)، والحَيَوان (5/ 23، 6/ 42)، واللآلي (492)، واللِّسان، والتَّاج: (شرط).
(¬1) في الأصل: "ألا".
(¬2) هو ابن هِشَامٍ المَشْهُور بتهذيب سيرة ابن إسْحَاق، عبدُ المَلَك بن هِشَام بن أَيُّوب الحِميَرِيُّ قيل: إِنَّه ذُهْلِيٌّ سَدُوْسيٌّ، وقيلَ حِميَرِيٌّ مَعَافِرِيٌّ، نَشَأَ بالبَصْرَةِ، ثُمَّ انْتَقَلَ إلى مِصرَ وفيها تُوفِّيَ سَنَة (218 هـ) على الأرجَحِ. أَخْبُارُهُ في: مُقَدِّمَة الرَّوض الأنف (1/ 7)، وإنباه الرُّواه (2/ 211)، وسير أَعلام النبلاءِ (1/ 428)، وحسن المُحَاضرة (1/ 351). والمسألة في: إِعرَاب القُرآن للنَّحَّاس (2/ 415)، والبحر المحيط (6/ 60)، وغرائب القرآن (1/ 622).
(¬3) سورة الإسراء، الآية: 7.
(¬4) يَظْهرُ أنَّه مُحَمَّدُ بنُ شُجَاعٍ المَروَزِي (ت 247 هـ). تَهْذِيب الكمال (25/ 358).
(¬5) سورة الإسراء، الآية: 64.
(¬6) سورة فصلت، الآية: 4.
الصفحة 87