كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
نَصبْنَ الهَوَى ثُمَّ ارْتَمَينَ قُلُوْبَنَا .... بِأَعْيُنِ أَعْدَاءٍ وَهُنَّ صَدِيقُ
- وقَوْلُهُ: "باعَنِي عَبْدًا" [4]. مَعْنَاهُ: بَاعَ مِنِّي عَبْدًا، وَلَكنَّ العَرَبَ تَتْرُكَ ذِكْرَ "مِنْ" اخْتِصارًا وَهُوَ أَكْثَرُ كَلامِهَا، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالى (¬1): {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ}.
- وقَوْلُهُ: "فَيؤاجِرُهُ". الوَجْهُ فِيهِ الهَمْزُ، وأَكْثَرُ اللُّغَويِّينَ يُنْكِرُ تَرْكَ الهَمْزِ؟ لأنَّهُ يُفَاعِلُ مِنَ الأجْرِ. وحَكَى الأخْفَشُ أَنَّ تَخْفِيفَ الهَمْزَةِ لُغَةٌ لِبَعْضِ العَرَبِ (¬2).
- و [قَوْلُهُ: "أو الغَلَّةِ"]. الغَلَّةُ- بِفَتْحِ الغَينِ لَا غَيرُ، يُقَالُ مِنْهُ: أَغلَّتِ الأرْضُ فَهِيَ مُغِلَّةٌ [قَال الرَّاجِزُ: ] (¬3)
قَدْ جَاءَ سَيلُ جَادَ مِنْ أَمْرِ لَّهْ ... يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلِّهْ
وَمَنْ قَال: "الغِلَّةِ" بِكَسْرِ الغَينِ فَقَدْ أَخْطَأَ.
¬__________
= في اللسان، والتَّاج (صدق)، وَنَسَبَهُ في زَهْرِ الأدب (56) إلى مُزَاحِمٍ العُقَيلِي، وذلِكَ خَطَأٌ ظَاهِرٌ، ولم يَرِدْ في ديوان مُزَاحِمٍ في المَنْسُوْب إليه؟ ! وتقدَّم ذكره في الجزء الأول ص (267).
(¬1) سورة الأعراف، الآية: 155. وأنْشَدَ اليَفْرَنِيُّ قَوْلَ جَرِيرٍ:
قالُوا نَبِيعُكَهُ فَقُلْتُ لَهُمْ ... بِيعُوا المَوَاليَ واسْتَحْيُوامنَ العَرَبِ
(¬2) جَمهرة اللُّغة (2/ 188)، وحكاها اليَفْرَنيُّ عن الأخْفَشِ.
(¬3) في تهذيب اللُّغة للأزْهَري (6/ 422): "قَال أَبُو الهَيثَمِ: وَقَدْ قَالتِ العَرَبُ باسمِ لله بغير مدة اللَّام، وحَذْفِ مَدَّة "لاه" وأَنْشَدَ: ... " وأَوْرَدَ البَيتين، وهُمَا في الصِّحَاحِ، واللَّسَانِ، والتَّاجِ: (حَرَدَ)، وأَنْشَدَهُمَا اليَزِيدِيُّ فِيمَا اتَّفَقَ لَفْظُهُ (20) وَرِوَايَتُهُ فِيهَا:
* أَقْبَلَ سَيلٌ ... *
قَال اليَفْرُنيُّ: "وإِنْ كَانَ يُرْوَى: "الحَيَّةُ" بالحَاءِ فَيَكُوْن "المُغِلَّةُ" ذَاتَ الغِلِّ" وَهِيَ كَذلِكَ في "الاقْتِضَابِ".
الصفحة 98