كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور (اسم الجزء: 2)

قوله تعالى (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب)
قال الحاكم: أخبرنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري ثنا محمد بن موسى الباشاني ثنا علي بن الحسن بن شقيق أنبأ الحسين بن واقد ثنا يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب، قوله عز وجل: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب) فكان الرجم مما أخفوا.
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (المستدرك 4/359 - ك الحدود) ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان 10/276 ح 4430) صححه المحقق شعيب الأرناؤط.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا) هو محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قوله تعالى (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي: (من اتبع رضوانه سبل السلام) سبيل الله الذي شرعه لعباده ودعاهم إليه، وابتعث به رسوله، وهو الإسلام الذي لا يقبل من أحد عملا إلا به، لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية.
قوله تعالى (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم)
قال أحمد: ثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أنس قال: مر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في نفر من أصحابه وصبي في الطريق فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ فأقبلت تسعى وتقول: ابني ابني وسعت فأخذته، فقال القوم: يارسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار قال: فخفضهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "ولا الله عز وجل لا يلقي حبيبه في النار".
(المسند 3/104) ، وأخرجه البزار (كشف الأستار 4/174) وأبو يعلى (المسند 6/397) ، والحاكم في (المستدرك ا/58) من طرق عن حميد به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد 10/383) .

الصفحة 168