كتاب الاقتضاب في غريب الموطأ وإعرابه على الأبواب (اسم الجزء: 2)

على رجل نعمة فكأفأه بالثناء عليه قبل ثناءه، وإذا أثنى عليه قبل أن ينعم عليه لم يقبله. وغلطه فيه ابن الأنباري، قال: لأنه لا ينفك أحد من إنعام رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان بعث رحمة للعالمين، قال: وإنما معناه: أنه لا يقبل الثناء عليه إلا من رجل يعرف حقيقة إسلامه، لا من المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.
وفيه قول ثالث: "إلا من مكافئ" أي: مقارب في مدحه غير مجاوز به حده، ولا مقصر به عما رفعه الله إليه.

(ما جاء في السلب في النفل)
- قوله: "ما جاء في السلب في النفل". كلام فيه اختصار، والوجه إليه: أن يكون أراد: ما جاء في كون السلب في النفل، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه.
- و"سلب [ذلك] القتيل" [18]. ما أخذ عنه من لباس، وآلة حرب وسلب الشاة: جلدها إذا انسلخ، كله- بفتح اللام، والمراد بالنفل- هنا- ما ينفله الإمام المقاتل.
- و"الجوله": الاضطراب والروغان والفرار. وهو- هنا-: النفور والانكشاف والزوال عن مواقفهم؛ ومنه: "فاجتالتهم من دينهم" أي: استخفتهم 52/أ/ فذهبت بهم وساقتهم إلى ما يريدون منهم.
- وقوله: "وجدت منها ريح الموت". والموت ليس له ريح في الحقيقة،

الصفحة 17