كتاب معجم الصحابة للبغوي (اسم الجزء: 2)

هذه ياأبا قتادة // ٩٦ // فإنه سيكون لها [شأن " قال: ثم نودي بالصلاة] ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم [فصلى ركعتين] قبل الفجر ثم صلى الفجر كما كان يصلي كل يوم ثم قال: " اركبوا " فركبنا فجعل [بعضنا] يهمس إلى بعض يساره ما صنعنا في تفريطنا في صلاتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما هذا تهمسون دوني؟ " قال: قلنا: تفريطنا في صلاتنا قال: " أما لكم في أسوة؟ إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل حتى يجيىء وقت صلاة أخرى فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها " ثم قال: " ما ترون الناس صنعوا؟ " قال: ثم قال: أصبح الناس وقد فقدوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما: رسول الله صلى الله عليه وسلم الله بعدكم لم يكن ليخلفكم فقال الناس: رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديكم وإن يطيعوا أبابكر وعمر رضي الله عنهما يرشدوا.
قال: فانتهينا إلى الناس حين تعالى النهار أو قال: حين حمي كل شيء وهم يقولون: يارسول الله هلكنا عطشنا قال: " لا هلك عليكم " قال، ثم قال: " اطلقوا إلى غمري " قال: فأطلق فدعا بالميضأة التي كانت معي قال أبو قتادة: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأسقيهم فلمارأى الناس ما في الميضأة تكابوا أو تشاحوا فقال: " أحسنوا الملأ فكلكم سيروى " قال: ففعلوا قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغيره، قال: فصب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " اشرب " فقلت: لا أشرب حتى تشرب قال: " إن ساقي القوم آخرهم شربا " قال: فشرب وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأتى الناس

الصفحة 35