كتاب خريدة القصر وجريدة العصر - قسم شعراء المغرب والأندلس جـ 2

وما الزمان على حال بمعتدل ... كأنّما أهله في شخصه دنأوا
فالدهر ظلماء والمعصوم نور هدى ... يضيء والشمس في أنوارها تضأ
فخل ما قيل عن كعب وعن هرم ... فللأقاويل منهار ومنهرأ
وتلك أنباء غيب لا يقين لها ... وقلما في التناهي يصدق النبأ
وما اختبار كأخبار وما ملك ... إلا ابن معن وذر قوماً وما ذرأوا
تغني أياديه ما تغني صوارمه ... وللغناء هو الإقلال والقنأ
سيّان منه فتوح في العدى طرأت ... ومعتفون على إنعامه طرأوا
فكم أناس أقاص عنده نبهوا ... كأنهم قربة في حجره نشأوا
وكيف تحصى عوافي مرتع مرع ... للهائمين به مروى ومحتصأ
ومن نبا وطن منه كمثلهم ... مضى به منتأى عنه ومنتبأ
وللظبى والطلى لثم ومعتنق ... وللقنا والكلى ضم ومتشأ
وحيث ما أزمعت علياك واعتزمت ... جدا جحافلك التأييد والجدأ
فلا تضع مربأ للجيش تنهده ... فالنصر مرتبئ والسعد مرتبأ
فويحهم يوم للأعلام ملتطم ... عليهم وبهم للجرد ملتطأ
وويلهم إن شآبيت القنا همأت ... وحاق باللام والأجسام منهمأ
والحين يظهر في وادي سوالهم ... كما به في ثغور البيض منكمأ
وقد بدا من عرانين الظبى شمم ... وفي أنوفهم الإرغام والغطأ
وللقنا منهوى فيهم ومنسرب ... وللظبى مُنْبَرى فيهم ومنبرأ
كأنّ سمرك والإقبال يعطفها ... بنان قوم إليهم بالردى ومأ
وقد غدوا قضباً بالهام مثمرة ... ومجتنيها من الصمصام مجتنأ
وصال منطعن فيهم وممتصع ... فسال منهزم منهم ومنهزأ
وقال حوضهم والسيل يغمره ... قطني فقد هدم الأرجاء ممتلأ
هناك يبغون لو يلقونه لجأ ... وما لخلق عن المقدور ملتجأ

الصفحة 284