كتاب خريدة القصر وجريدة العصر - قسم شعراء المغرب والأندلس جـ 2

أقمار ملتئم آساد ملتحم ... يروعنا مجتلى منهم ومختلأ
وما صوارمهم إبلاً وقد سرحوا ... وليس إفرندها عرا وقد هنأوا
ولا عواملهم غيداً وقد ومقوا ... ولا أسنتها شيباً وقد حنأوا
ومن مناهم مناياهم إذا حملوا ... وليس بالخالد الهيابة الحيأ
إن قوضوا خلت أن الهوج ما ركبوا ... أو خيموا خلت أن الشهب ما خبأوا
لا يعبأون بمكر في مقاومهم ... وليس للأسد بالسيدان معتبأ
إذا خطوا وتروا في الأرض شانئهم ... وللخطوب بها مسرى ومنسرأ
فإن رميت بهم أقصى الندى بلغوا ... وإن منيت بهم شوس العدى نكأوا
والخلق من ملكات الظلم في ظلم ... وقد مضت هنأ من بعدها هنأوا
ومحلب منه للأهواء محتلب ... ومرتم فيه للعلياء مرتمأ
إذا جلا النصر من خرصانه وضح ... علا الغزالة من قسطاله صدأ
من كل أحوش نثر النثر ديدنه ... إذا يرى لدنه مستلئماً يرأ
يجيء كالهصر الفضفاض مقتتلاً ... أصمّ كالأرقم النضناض إذ يجأ
وللمنون بيمناه عيون دما ... في جدول يتحامى ورده الظمأ
فراح نحو دم الأبطال تحسبه ... راحاً لها بالقنا العسال مستبأ
في موقف للمنايا فيه مرتكض ... على الجياد وللأجناد منهدأ
في وصف الشعر:
وتلك عنقاؤنا وافتك مُغرِبَةً ... بحسنها فاستوى العقبان والحدأ
بدع من النظم موشيُّ الحُلى عجَبٌ ... تنسي الفحول وما حاكوا وما حكأوا
وكل مخترع للنفس مبتدع ... فمنه للروح روح والحجى حجأ

الصفحة 286