كتاب خريدة القصر وجريدة العصر - قسم شعراء المغرب والأندلس جـ 2

وقوله من كلمة:
تنمّر الدهر حتى ما فرقت له ... من قسوريّ الدجى في فروة النمر
لا بد أن يقع المطلوب في شركي ... ولو بنى داره في دارة القمر
قاضي الجماعة في دار الإمارة لي ... قاض على الدهر إن لم يقض لي وطري
لولا ضلوع تواري نار فطرته ... لأحرقت وجنات الشمس بالشرر
ومن قصائده في المدح، قوله من قصيدة في مدح قاضي القضاة أبي أمية ابن عصام:
قدّمت بين يدَيْ مديحك هذه ... والوبل يبدو أولاً برذاذه
والسهم يبدو في ترنّم قوسه ... مقدر غلوته وكنه نفاذه
والطرف يعلم عتقه من طرفه ... قبل احتماء الخصر في أفخاذه
وكذا المهند يستبان مضاؤه ... في صفحتيه ولم يقع بجذاذه
كم ذا يعذبني الرجاء ولا أرى ... للحظ إقبالاً على إغذاذه
الذكر منك على لسان مودتي ... أحلى من البرنيّ أو آزاذه
في قلب ليل قطعته عزائمي ... فبكت فراقده على أفلاذه
أو في رداء ضحى تراه معصفراً ... عند الأصيل بحمرة من حاذه
وسراب كل ظهيرة مترقرق ... يختال عطفي في ملاءة لاذه
والركب من كأس الكرى مترنح ... كالشرب في المأخور من كلواذه
والشمس في كف الهواء سجنجل ... يتوقد الهنديّ من فولاذه
إن قابلت مرآة رأيك أبصرت ... منها شبيهاً في يدي إنفاذه
لو أنّ عدْلَكَ يحتذيه زماننا ... لم يلقنا بالجور في استحواذه

الصفحة 322