كتاب شرح العقيدة الواسطية للعثيمين (اسم الجزء: 2)

- صلى الله عليه وسلم - للذي رآه قد حلق بعض رأسه وترك بعضه؛ فنهاهم عن ذلك، وقال: "احلقوا كله أو ذروا كله" (¬1)، وهذا يدل على أن اتخاذ الشعر ليس بعبادة، وإلا؛ لقال: أبقه، ولا تحلق منه شيئًا!
وهذه المسألة ينبغي التثبت فيها، ولا يحكم على شيء بأنه عبادة؛ إلا بدليل؛ لأن الأصل في العبادات المنع؛ إلا ما قام الدليل على مشروعيته.
* * *

* قوله: "واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار"؛ أي: ومن طريقة أهل السنة اتباع ... إلخ؛ فهي معطوفة على "اتباع الآثار".
* قوله: "السابقين"؛ يعني: إلى الأعمال الصالحة.
* وقوله: "الأولين"؛ يعني: من هذه الأمة.
* والمهاجرون: من هاجروا إلى المدينة.
* والأنصار: أهل المدينة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
¬__________
(¬1) رواه مسلم (2120)؛ عن ابن عمر من طريق معمر عن أيوب عن نافع، ولم يسق لفظه. وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (19564)، وأبو داود (4195)، والنسائي (8/ 130)، وأحمد (2/ 88)؛ بلفظ: "احلقوا كله أو ذروا كله".
قال الحميدي: وحكى أبو مسعود الدمشقي أن في رواية مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى غلامًا قد حلق بعض رأسه وترك بعض، فنهاهم عن ذلك وقال: "احلقوا كله أو ذروا كله"، انظر: "جامع الأصول" (4/ 753).

الصفحة 311