كتاب شرح العقيدة الواسطية للعثيمين (اسم الجزء: 2)

راحِلَتِهِ". متفق عليه (¬1)
الشرح:
* كان الصحابة رضي الله عنهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذا علوا نشزًا؛ كبروا، وإذا نزلوا واديًا؛ سبحوا (¬2)؛ لأن الإنسان إذا ارتفع؛ قد يتعاظم في نفسه، ويرى أنه مرتفع عظيم؛ فناسب أن يقول: الله أكبر! تذكيرًا لنفسه بكبرياء الله عزَّ وجلَّ، وأما إذا نزل؛ فهذا سفول ونزول، فيقول: سبحان الله! تذكيرًا لنفسه بتنزه الله عن السفل. فكان الصحابة رضي الله عنهم يرفعون أصواتهم بالذكر جدًّا، فقال النبي عليه الصلاة والسلام:
* "أيها الناس! اربعوا على أنفسكم"؛ يعني: هوّنوا عليها.
* "فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا"؛ لا تدعون أصم لا يسمع، ولا غائبًا لا يرى.
* "إنما تدعون سميعًا"؛ يسمع ذكركم، "بصيرًا"؛ يرى أفعالكم.
* "إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته": عنق الراحلة للراكب قريب جدًّا؛ فالله تعالى أقرب من هذا إلى الإنسان، ومع هذا؛ فهو فوق سماواته على عرشه.
¬__________
(¬1) رواه: البخاري (6610)، ومسلم (2704)، والإمام أحمد في "المسند" (4/ 402)؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(¬2) تقدم تخريجه (1/ 359).

الصفحة 54