كتاب شرح العقيدة الواسطية للعثيمين (اسم الجزء: 2)

113].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته؛ يأتيه الأمر من أمري؛ يقول: لا ندري! ما وجدنا في كتاب الله؛ اتبعناه، ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه" (¬1).
ولهذا كان القول الصحيح أن القرآن يُنسخ بالسنة إذا صحت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن ذلك جائز عقلًا وشرعًا، ولكن ليس له مثال مستقيم (¬2).

• قال المؤلف: "فَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ القُرْآنَ وَتُبيِّنُهُ وَتَدُلُّ عَلَيْهِ وَتُعَبِّرُ عَنْهُ".
* قوله: "تفسر القرآن"، يعني: توضح المعنى المراد منه:
كما في تفسير قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]؛ حيث فسرها النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنها النظر إلى وجه الله عز وجل (¬3).
¬__________
(¬1) رواه أحمد (4/ 132)، وأبو داود (4605)، والترمذي (2663)، وابن ماجه (13)، والحاكم (1/ 109)، وقد أطال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "الرسالة" للشافعي (ص 9) تخريج هذا الحديث وتَصْحيحِه.
وانظر "الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام" للألباني، فقد صححه.
(¬2) وهو قول الجمهور كما حكاه عنهم الشوكاني في "إرشاد الفحول" (ص 191).
(¬3) تقدم تخريجه (1/ 452).

الصفحة 6