كتاب شرح العقيدة الواسطية للعثيمين (اسم الجزء: 2)

وكما فَسَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]، فقال: "ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي" (¬1).
* و "تبيِّنُه"؛ يعني: تبين المجمل منه؛ حيث إن في القرآن آيات مجملة، لكن السنة بينتها ووضحتها؛ مثل:
قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [البقرة: 43]: أمر الله بإقامتها، وبيَّنت السنة كيفيتها.
وقوله سبحانه: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسراء: 78].
{لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}؛ يعني: من دلوك الشمس إلى غسق الليل؛ أي: غاية ظلمته، وهو نصفه؛ لأن أشد ما يكون في ظلمة الليل نصفه.
فظاهر الآية أن هذا وقت واحد، ولكن السنة فصلت هذا المجمل:
فللظهر: من دلوك الشمس إلى أن يصير ظل كل شيء مثله.
وللعصر: من ذلك إلى اصفرار الشمس في الاختيار، ثم إلى غروبها في الضرورة.
وللمغرب: من غروب الشمس إلى مغيب الشفق الأحمر.
¬__________
(¬1) رواه مسلم (1917)، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه.

الصفحة 7