1 - بسم اللّه الرحمن الرحيم لك الحمد على مرسل آلائك ومرفوعها، ولك الشكر على مسلسل نعمائك وموضوعها بحسن الانشاء وصحيح الخبر، يا من تجيز من استجازك وافر الهبات، فيغدو موقوفا على مطالعة الأثر، ما بين مؤتلف، الفضل ومتفقه، ومختلف العدل ومفترقه، جيد الفكر سليم الفطر، يجتني بمنتج قياسه شريف الفؤاد، ويجتبي بمنهج اقتباسه ثمار السداد، ويحلى نفيس النفوس بعقود العقائد الغرر، فان صادفه مديد الامداد، وصادقه مزيد الانجاد، وصفا مشربه الهنى ولا كدر، ووجد درر الجواهر ويا نعمت الوفادة، بادر عند ذلك بالاستفادة والافادة، ولا أشر ولا بطر، فبذل المعروف وبدل المنكر، اذ ليس عند الاصحاح الجوهر، ما اعتنى وما افتنى غيرها عند ما عثر، لا يزور ولا يدلس ولا يطهر ولا يكلس ولا يعاني الشرر، فيامن من على هذا المنقطع الغريب، ومنحه منحة المتصل القريب، امنحني السلام في داره ونجني من سقر، ومنك موصول صلات صلواتك لا مقطوعها. وسلسل سلسبيل تسليماتك ومجموعها، على سندنا وسيدنا محمد سيد نوع البشر، وعلى آله وأصحابه، وحملة شريعته وأحبابه، ومن اقتفى أثرهم وعلى جهاده صبر. . . أم بعد:
فلما كان الاسناد مزية عالية، وخصوصية لهذه الأمة غالية، دون الأمم الخالية، اعتنى بطلبه الأئمة النبلاء أصحاب النظر، إذ الدعى غير المنسوب، والقصى غير المحسوب، وسليم البصيرة غير أعشى الفكر. .
ولما كان منهم الإمام الفاضل، والهمام الكامل، والجهبذي الأبر، اللوذعي الأديب، والألمعي الأريب، ثاقب الفكر، صاحب النظر، ولدنا السيد محمد الهجرسي الحفناوي، نجل المرحوم العلامة السيد خليل الهجرسي، زين الدين الشافعي الشرقاوي، أسكنه اللّه الفردوس وجنبه سقر، وظهرت لي نجابته أذنته بالتدريس. وأن يتخذ العلم خير جليس، فشمر عن ساعده، وظهر ومهر، وطلب مني إجازة ليتصل بسند سادتي سنده ولا ينفصل عن مددهم مدده، وينتظم في سلك قد فاق غيره وبهر. فأجبت وإن لم أكن