كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

بما في هذه الإجازات الكامل الفاضل الشيخ إبراهيم كراوية الدمياطي، وأنا أوصيه بالتقوى ولا ينساني من صالح دعواته فإنها السبب الأقوى في خلواته وجلواته.
وذيلت بتاريخ عام 1310 ه‍.
3 - صورة إجازة أخرى صادرة من الشيخ شمس الدين الانبابي:
بسم اللّه الرحمن الرحيم: نجوز بإجازتك يا اللّه على صراط الحمد، فنفوز بهدايتك يا وهاب على بساط المجد، ونزيد شكرا فنزيد أجرا، ونصلي ونسلم على السيد السند الأعظم، لكل ذي هداية ممن تأخر من العلماء أو من الأنبياء تقدم، إنسان عين حقيقة التوحيد وترجمان لسان القرآن المجيد، مفتاح الرحمة كشاف الغمة، صاحب الشمائل الحسنة. ومصدر مناهل السنة، أصل منبع أصول الحكم، وعين جميع جوامع الأمم، فقه أمته، فأظهرت ملته، فلم تنح نحوها في تسهيل تفهيم المسائل المهمة أمة، ولم تتصرف تصرفاتها في العبادات الجميلة الجمة، لها في تهذيب الطلاب غاية لطافة، وفي الحث على الدأب يحسن الأدب في آداب البحث، فيبلغ الطالب في أسرع مدة من الفنون بلاغة وتسر سريرته بسرور أسرار البلاغة، وغايته أنها رزقت السعد في علومها وحسن المنطق في نظم كلامها، لاستنادها في كل أفعالها على أعلى سند وأقوى أساس، فكانت بذلك كما في التنزيل خير أمة أخزجت للناس، ثم نصلي ونسلم بعد ذلك على أصحابه الذين سلكوا بنوره أقوم المسالك، وأهل بيته الطاهرين ومن تبعهم من الأولين والآخرين. . أما بعد: فلما كان الاسناد من المزايا العالية إذ فيه حفظ نسب الأرواح، فأولى وأعلى عناية به أسانيد العلماء للطلاب، وكان الدعي غير المنسوب والمنسوب مطلقا محسوب، اشتدت عنايته العلماء الجهابذة، وفضلاء هذه الأمة الأساتذة قديما وحديثا سواء كان العلم صناعة أم حديثا بأخذ الأسانيد مسلسلة، وإجازة الآخذين عنهم بعلوم مفصلة، وما عنى بهذا الأمر أشد عناية الا من صدق وصدق فصادفته العناية، فاستجاز

الصفحة 108