المحدثين أرفع شمم، موصيا لحضرته البهية، بملازمة السنة السنية، والتشبث في معارك مدارك العلوم بأحسن روية، ليروي ظمأ القلوب حين يروي ويسند، ويروي إليه من الثناء الحسن حين يهدي ويرشد، ويتداركني بدعاته المقبول كلما خطرت بساحات فكره، وفقنا اللّه وإياه لما فيه رضاه وأوزعنا القيام بشكره، ما هبت الصبا.
7 - صورة إجازة أخرى:
بسم اللّه الرحمن الرحيم: يا من يقف المتروك ببابه فيصير مرفوعا مقبولا، وينقطع الضعيف لعزيز جنابه فيجعله صحيحا موصولا، افض متصلات صلواتك، ومسلسلات تحياتك، على الحبيب المرسل، بإقامة معروف الفضائل ومشروعها وإزالة منكر الرذائل وموضوعها، وعلى آله وصحبه والتابعين لآثار سننه، وخلفائه من بعده، الرافعين لاعلام سننه ما رتعت ظباء القلوب في رياض أحاديثه الخصيبة وهب نسيم القبول على ناشري برود أخباره بسوح حضرته الرحيبة. . اما بعد: فلما كان الاسناد اجل مزية تتطاول بها أعناق البزل وأجمل زينة تتحلى بها أجياد الكمل كيف لا وهو الخصيصة المعدودة لهذه الامة من أشرف المزايا، والمنقبة التي ضربت في تحصيلها أكباد المطايا والفخار الذي شغف به أعيان السادات والتجارة التي لا تبور في أسواق الخيرات، وكان الحائز من طارف الرواية وتلادها أعظم الذخائر، المالك لأزمة التحقيق والدراية كابرا عن كابر، قد بلغ من اهتمامه بأمر الدين، واتباعه سبيل الأئمة المهتدين، إنه لم يدع طريقة من فوائد الرواية إلا سلكها، ولا ثمينة من فرائد الدراية الا ملكها:
في المهد ينطق عن سعادة ذاته
أثر النجابة ساطع البرهان
إن الهلال إذا رأيت نموه
أيقنت بدار منه في اللمعان
الجامع بين شرف الذات ونسب الوالد الطالع من مطلع غرته نور