كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

الاستفتاءات وما يصدر فيها من فتاوى على جانب عظيم من الأهمية، لما لها من وثيق الصلة بأحوال الناس الشخصية والاجتماعية وغيرها، ثم هي وسيلة من وسائل نشر أحكام الشريعة الاسلامية الغراء على وجه صحيح بين جمهور المسلمين. ونظرا إلى ما يتطلبه هذا العمل العلمي الديني الجليل من جهد وما يستنفده من وقت في البحث والدرس، فقد رأى المغفور له الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الأزهر الأسبق ان تضطلع بهذا العمل لجنة خاصة من جهابذة العلماء، فأصدرا قرارا بتكوينها في 12 من جمادى الأولى سنة 1354 ه‍ 11 من اغسطس سنة 1935 - من رئيس وأحد عشر عضوا، منهم ثلاثة من علماء الحنفية، وثلاثة من المالكية، وثلاثة من الشافعية، واثنان من الحنابلة. ومنذ تألفت اللجنة وهي دائبة على أداء واجبها بعقد اجتماعات تتوافر فيها على بحث ما يرد إليها من استفتاءات بحثا وافيا مستفيضا، ثم تجيب عليها مبينة حكم الشرع فيها، إما وفق أحكام مذهب معين إن طلب السائل ذلك، وإما بغير تقيد بمذهب فتكون الاجابة على وفق ما تقتضي به القواعد العامة المأخوذة من كتاب اللّه وسنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وإجماع المسلمين او القياس الصحيح الموافق لقواعد الدين العامة والملائم لصالح المسلمين.
وليس ادل على عظيم اثرها وجليل نفعها من أنها تصدر نحو 350 فتوى سنويا وقد تعاقب على رياستها من أول تكوينها الى الآن، حضرات أصحاب الفضيلة: المغفور له الشيخ حسين والي والمغفور له الشيخ محمد عبد اللطيف الفحام والمغفور له الشيخ محمد مصطفى المراغى والمغفور له الشيخ محمد مأمون الشناوي والشيخ عبد الرحمن حسن والشيخ عبد المجيد سليم والشيخ إبراهيم حمروش والشيخ محمد العناني.
مجلس الأزهر الأعلى:
وللأزهر مجلس أعلى أنشىء بمقتضى القانون رقم 1911، ويؤلف من شيخ الأزهر، ووكيله، ومفتي الديار المصرية، ومشايخ الكليات، ووكلاء

الصفحة 131