كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

الفقه، قدره أساتذة الأزهر وأثنوا على كفايته وصفاء ذهنه، وقد طبع هذا الكتاب ونشر ونفد بعد طبعه.
وكان المغفور له الشيخ المراغى شيخ الأزهر الأسبق يحتفظ في مكتبه بنسخة منه.
وذات يوم كان لطفي السيد باشا يزور صديقه المرحوم الشيخ المراغى في داره بحلوان، وجرى الحديث في شئون العلم والفلسفة على دأبهما في ذلك.
وتناول الحديث الزعماء والعلم فقال لطفي باشا: إن بين الزعماء السياسيين نوابغ لو تفرغوا بعض الوقت للتأليف والانتاج لأفادوا فائدة عظيمة.
وهنا ابتسم المرحوم الشيخ المراغى وقال لصديقه: هل تعلم أن المرحوم سعد زغلول باشا ألف كتابا في الفقه؟
وشغف لطفي بالاطلاع على هذا الكتاب، فقام الشيخ المراغى إلى مكتبته وجاء بهذا الكتاب إلى لطفي باشا الذي تناوله كما يتناول المنهوم الطعام، وقلب صفحاته وقلب الكتاب وهو يقول: عجيبة.
وأزاح لطفي باشا غلاف الكتاب وقرأ اسمه، وقد كتب الناشر تحت عنوان الكتاب ما يلي: ألفه الفقير إلى اللّه تعالى الشيخ سعد زغلول الشافعي المذهب من طلاب الأزهر الشريف.
ثم قضى لطفي باشا وصديقه الشيخ المراغى بعض الوقت في دراسة فصول الكتاب، وفي ذكريات طريفة عن صديقهما المغفور له الشيخ سعد زغلول باشا.
ولسعد في الأزهر ذكريات كثيرة شهد بعضها المنزل رقم 20 في درب الأتراك بحي الأزهر المتداعي للسقوط اليوم.
وفي الدور الأرضي من هذا المنزل وقف سعد زغلول يترافع ذات

الصفحة 28