كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

العثماني ولكنه لم يستطع إثبات ذلك ولا الوصول الى طريقة تسللها للبلاد ولما قتل (سليمان الحلبي) القائد كليبر قبض على (الشيخ الشرقاوي والشيخ العريشي) واتهما بأنهما المحرضان على ذلك ولكن خاف قادة الحملة من آثار ذلك فسرعان ما أطلقوا سراحهما ويعتبر (الشيخ الشرقاوي) رجل السياسة الهادى الذي جنب شعبه كثيرا من النكبات ولو تشدد لفقد هذا الخيط الرفيع.
وبعد رحيل الحملة الفرنسية عانت البلاد من ظلم وطغيان الفرق الأجنبية والقوى المتعددة (العسكر العثمانيون) (فرقة الانكشارية) (فرقة الارناءود) (فريق الدلاة وهو الاكراد) الذين استجلبهم (خورشيد) لضرب الفرق الأخرى وأخذوا جميعا ينهبون ويستبيحون الحرمات فضج الناس بالشكوى ولجأوا (للشيخ الشرقاوي) فقاد مجموعة العلماء وآلاف المواطنين وذهب الى الوالي فكتب الى رؤساء الفرق للكف عن النهب والسلب لكنهم لم يسمعوا إليه فأعلن العلماء وعلى رأسهم الشرقاوي (عزل خورشيد) وتولية (محمد علي) ورفض (خورشيد العزل) لكن السلطان أقر ما فعله العلماء وعلل سبب الموافقة بقوله (حيث رضى العلماء والرعية) فكانت هذه فاتحة للشعب ليقرر مصيره وليختار زعامته.
وبينما كان (محمد علي) يطارد المماليك في الصعيد جاءت (حملة فريزر 1807 م) واحتلت الاسكندرية وزحفت الى رشيد فحمس (الشيخ الشرقاوي) ومجموعة العلماء الشعب للمقاومة فهزموها ورحلت بعد أن تكبدت خسائر فادحة.
وأصبح كل من (الشيخ الشرقاوي وعمر مكرم) بمثابة زعيمين للشعب واضطر (محمد علي) إلى مهادنة الشيخ الشرقاوي حتى لقى ربه ثم فرق العلماء ونفى (عمر مكرم) إلى دمياط ولقى ربه في 2 شوال سنة 1227 ه‍.
وكان ذا رأي مسموع فلما حدث أن القاضي العثماني اعلن ان يوم

الصفحة 353