كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

الشيخ أحمد زين علي بن أحمد الدمهوجي

ولد بقرية (دمهوج) بمحافظة المنوفية سنة 1170 ه‍ ولى مشيخة الأزهر سنة 1246 وظل بها ستة اشهر حتى لقى ربه في نفس العام سنة 1246.
ولم يعرف عن حياته إلا القليل وذلك لشدة زهده وبعده عن مظاهر الدنيا وانقطاعه للدرس والعبادة فكان يدرس من الصباح حتى المساء لا يخلو إلا في اوقات الصلاة فاذا ما عاد لبيته لزم الصلاة متعبدا متهجدا ولما مات خرجت جماهير غفيرة لوداعه في مشهد مهيب.
***

الشيخ حسن بن محمد بن العطار

أصله مغربي ولكنه ولد بالقاهرة سنة 1182 ه‍ كان أبوه عطارا وأراد أن يعاونه ولده في حانوته لكنه مال لطلب العلم فتركه ابوه وكان ذا حافظة قوية وشغف بالعلم وخاصة لما رأى اترابه يروحون ويغدون للأزهر وفي زمن قصير أجازه أساتذته للتدريس والفتوى ولم يقنع بالعلوم الدينية بل أقبل على العلوم العصرية ودرس الفلك والهندسة وكان حاد البصر يقرأ أدق الخطوط في ضوء القمر أو الشموع الضعيفة ولا يترك الكتاب حتى يستوعبه وكان كثير الاستعارة وبذلك استوعب علوم عصره وامتدحه (رفاعه الطهطاوي) واعتبره سابقا لعصره.
وله هوامش على كتب الطب غاية في الروعة واتقن الرصد للنجوم ودرس التشريح فكان (موسوعة علمية) واتصل (بعلماء الحملة الفرنسية) واتقن الفرنسية ودرس علومهم الحديثة رغم انه فر عند مجىء الحملة الى أسيوط وعانى من الفقر والاضطراب ومرض الطاعون الذي اجتاح أسيوط، وكتب في ذلك إلى (العلامة الجبرتي رسالة غاية في الأهمية ووصف الطاعون وأعراضه وآراءه في مقاومته).

الصفحة 357