كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن حسين الأنبابي

ولد بمدينة (انبابة) المعروفة الآن (بامبابه) بمحافظة الجيزة سنة 1240 ه‍ وكان والده يعمل بالتجارة وله وكالة بالغورية. لكن الولد مال للعلم فحفظ القرآن ودرس بالأزهر وتتلمذ على أيدي (الشيخ الباجوري)، الشيخ ابراهيم السقا)، (الشيخ البولاقي) ولفت الانظار إلى علمه وسعة مداركه فأجازه الأساتذة للتدريس الأزهر سنة 1267 وكان رجلا خيرا جوادا سمح النفس فانتخب أمينا للفتوى عن الشيخ العروسي ووكيلا عنه في إدارة الأزهر.
وكان اذا ما درس كتابا وضع حاشيته وشروحا وتعليقات افادت طلابه.
وتخرج على يديه علماء كبار (الشيخ حسونه النواوي) (و الشيخ الببلاوي)، (و الامام ابو الفضل الجيزاوي)، (و الشيخ الطويل)، (و الشيخ القاياتي).
ثم عين شيخا للأزهر سنة 1299 ه‍ اثناء الثورة العرابية وكرمه السلطان العثماني، ولكنه استقال لما رأى من إقبال الخديوي توفيق على الشيخ المهدي (كما أشرنا) ثم صدر تعيينه ثانية سنة 1304 ه‍ وظل إلى أن استقال سنة 1312 لاعتلال صحته ونال (النيشان المجيدي) (و النيشان العثماني) من الدرجة الأولى وتوفي سنة 1313 ه‍.
وكان جريئا في الحق ورغم طغيان (اللورد كرومر) فقد كان لا يقوم له وسأله (لماذا تقوم للخديوي ولا تقوم لنا) قال: (لأنه ولي الامر وأنت أجنبي عنا) فزاد (كرومر) احتراما له وكتب بهذه الاجابة لحكومته.
ومن مكارم الشيخ الانبابي انه افتى بجواز دراسة العلوم الحديثة وكان الشيوخ يحرمونها.

الصفحة 366