كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

لفتت اليه الأنظار فعضده الكثير من الطبقة النابهة وشجعوه على كتابة المقالات الدينية والأدبية والاجتماعية كلها تدعو الى ادخال العلوم العصرية في الأزهر. ولما بلغ الثامنة والعشرين تقدم لامتحان العالمية. فنالها عام 1294 ه‍ بعد تلكؤ العلماء وتبرمهم به لعلمهم بنزعته التجديدية وتأثره بآراء جمال الدين الأفغاني. وكلاهما ثائر في وجه الجمود، داعية الى حرية الفكر.
وعمل الامام محمد عبده جهده على اصلاح الأزهر وبمساعيه صدر القانون المعروف بقانون عام 1895 م ومن ذلك التاريخ دخل الأزهر في طور جديد.
ولا يمكننا ان ننكر فضل الامام محمد عبده في اخراج هذا القانون الى حيز الوجود. ففي حكم الخديوي توفيق بذل مجهودا كبيرا في اقناع الشيخ محمد الأنبابي شيخ الجامع في ذلك الحين بأن يوسع منهاج الدراسة بالجامع وان يدخل بعض العلوم الحديثة على منهاج التعليم فيه. ولكن شيوخ الأزهر عارضوه معارضة شديدة فحاول أن ينال تأييدا من الخديوي ولكنه لم ينل منه عطفا كافيا.
فلما ولي الحكم عباس باشا الثاني. حاول ان ينجح معه حيث فشل مع سلفه، فرفع اليه تقريرا مسهبا عن الأزهر وطرق اصلاحه فصادف ذلك التقرير رضاء عاليا من سمو الخديوي فأصدر القانون السالف الذكر في 17 رجب عام 1312 ه‍ (15 يناير سنة 1895 م) فألف مجلسا لادارة الأزهر من أكابر شيوخه الذين يمثلون المذاهب الأربعة ومثل الحكومة فيه الشيخ محمد عبده نفسه وصديقه الشيخ عبد الكريم سليمان دون ان يكون لشيخ الجامع ولمجلس ادارته رأي في انتخابهما.
وعلى الرغم من أن الإمام كان مؤيدا في آرائه الإصلاحية من الخديوي وحكومته، فقد أراد ألا يعمل أي تغيير في الأزهر إلا برضاء شيوخه.
واستصدر الامام قانون كساوى التشريف التي كان يلبسها العلماء في

الصفحة 425