كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

إلى قرار فان كان الأزهر في هذه الفترة قد خرج فطاحل أمثال الشيخ الإمام محمد عبده، وسعد زغلول، والشيخ القباني، والشيخ علي يوسف، ومصطفى الباجوري، والشيخ النواوي وغيرهم إلا أن القوانين التي كانت قد صدرت لمصلحة الأزهر لم تصل به إلى حد الكمال.
ثم صدر في 24 جمادى الآخر عام 1349 ه‍ (15 نوفمبر عام 1930 م) مرسوم بقانون رقم 49 باعادة تنظيم الأزهر والمعاهد الدينية والكليات وبدىء العمل به في عام 1931 م.
بدأ القانون بإصلاح مجلس الأزهر الأعلى الذي كان حجر عثرة في سبيل كل إصلاح يدق باب الأزهر فأدخل كثير من المعاهد في عواصم الأقاليم وان كانت لم تصل الى مكانة الجامع الأزهر أو معهد طنطا. وقد لاحظ الملك فؤاد ان كثيرا من الطلاب يفضلون الالتحاق بهذين المعهدين.
فحارب جلالته هذه النزعة ليخفف الضغط على الأزهر والمعهد الاحمدي، فأنشأ معهدي الزقازيق وأسيوط في أبنية رائعة فاخرة تسع كل منها ما يزيد على ألف طالب. كما تكلف كل بناء منها ما يزيد على الأربعين ألفا من الجنيهات.
وكان من أهم مميزات الجامعة الأزهرية انها انفردت بجمعها بين مراحل التعليم الثلاث، الابتدائي والثانوي والعالي، في حين كانت المعاهد الدينية مقصورة على المرحلتين الابتدائية والثانوية.
ثم صار الأزهر جامعة عصرية تجمع كليات حديثة منظمة على احدث الطرق، وهو وان لم يكن قد وصل بعد إلى طريق الاستقرار والوضوح، فقد نظمت الدراسة فيه وفي معاهده في مراحل عدة وأنشئت معاهد جيدة وإجازت تخصص، وأعدت للطلبة أبنية صحية جميلة للدرس والسكنى، بدل الأروقة، وقد وضع تصميم لمشروع إنشاء مدينة جامعة أزهرية في حي الأزهر لانشاء مساكن على نطاق واسع تسع جميع الطلبة كما عمل تصميم لإنشاء مكتبة عامة تجمع ما تكدس من كتب قيمة ومؤلفات ومخطوطات ثمينة بدل تلك التي تضيق بما فيها من كتب وتفتقر إلى قاعة مطالعة فسيحة.

الصفحة 428