كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

على شرح العيني وحاشية على شرح الطائي، وله كتابات على أغلب كتب المذهب الحنفي، وتخرج من درسه كثير ممن تولى القضاء وممن درس بالأزهر، ومن أجلهم الأستاذ الفاضل الشيخ محمد بخيث المطيعي.

الشيخ محمد بخيت المطيعي
في اليوم الحادي والعشرين من شهر رجب 1354 ه‍-الثامن عشر من شهر أكتوبر 1935 استأثرت رحمة اللّه بالعلامة، الشيخ محمد بخيت المطيعي، فقضى مبكيا عليه من مئات الألوف من العلماء والطلاب في جميع بلاد المسلمين، الذين كانوا يرون فيه المثل الأعلى للاطلاع الواسع والإفادة والفتيا. . ولد رحمه اللّه في بلدة المطيعة من أعمال أسيوط سنة 1271 ه‍- 1856 م، وحفظ القرآن وحصل رحمه اللّه العلم بالأزهر فتخرج في علوم الشريعة والعربية، ونال فيها شهادة من الدرجة الأولى سنة 1294 للهجرة أي منذ نحو اثنتين وثمانين سنة، وأكب من ذلك العهد على التدريس والافادة بهمة يندر أن يصادف لها مثيل في حياة العلماء العاملين، ثم ندب للاشتغال في القضاء عام 1297 ه‍ فتنقل في وظائفه حتى بلغ أعلى درجاته، مظهرا في كل منها من الكفاية ما لا يكون إلا للعلماء الراسخين. . ومن المناصب التي شغلها قضاء مصر نيابة عن القاضي التركي، وفي عام 1914 عين مفتيا للديار المصرية، وبعد سبع سنوات بلغ السن القانونية لوظائف الحكومة، فترك الاشتغال بالقضاء، وعكف على الدرس والتدريس والافتاء. فكانت داره مثابة للمستفتين والمستفيدين، وكان لا يبخل على أحد بفتيا، حتى إذا كان بعيدا عنه تكلف له كتابة الفتوى وأرسلها إليه بالبريد.
وكان شهرته قد تجاوزت مصر الى العالم الإسلامي كله، فكانت ترد اليه الاستفتاءات تترى في مختلف المسائل، ومنها مسائل تحتاج الى مراجعات كثيرة مضنية، فكان لا يضن بنفسه عن القيام بها فيحررها ويرسل بها للمستفتين.

الصفحة 46