وحديث وأصول وتفسير وبلاغة ومنطق وحكمة وغير ذلك على المشايخ المذكورين وغيرهم من كبار الأزهر ولازم الاجتهاد الى ان مهر وامتحن للتدريس وحاز الدرجة الأولى ودرس سنة 1292 ولازم تدريس كتب المنطق والحكمة والتوحيد الى سنة 1295 ثم درس الفقه والنحو الى سنة 1297 وفيها تولى قضاء مديرية القليوبية ثم قضاء مديرية المنيا ثم قضاء محافظة بور سعيد ثم قضاء محافظة السويس ثم قضاء مديرية أسيوط ثم تولى تفتيش نظارة الحقانية ثم قضاء اسكندرية ثم تولى رياسة المجلس الشرعي بمحكمة مصر الكبرى ثم عضوية المحكمة العليا بها، ومع ذلك كان حفظه اللّه ملازما لتدريس العلوم في كل جهة تولى بها مع همة ونشاط، ولم يزل يدرس الكتب العالية مع القيام بكامل شئونه وأعماله، وله تآليف عديدة، منها حواشي الخريدة، وحواش على شرح العقائد العضدية، وارشاد الأمة في أحكام اهل الذمة، وحسن البيان في ازالة بعض شبه وردت على القرآن، والدرر البهية في الصلاة الكمالية لدفع شبه وردت على تلك الصيغة، ومقدمة شفاء السقام المسماة بتطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد وسواها.
الشيخ حسين والي
كان مقررا ان تنعقد لجنة الفتوى بالأزهر في الساعة الرابعة من مساء يوم السبت 6 من ذي الحجة سنة 1354 الموافق 29 من فبراير سنة 1936 برياسة فضيلة رئيسها المغفور له الشيخ حسين والي، وما كادت تبزغ شمس ذلك اليوم حتى فوجىء أعضاؤها، كما فوجىء الناس عامة بنعي رئيسها العظيم، وما كادت تحين الساعة المحدودة لانعقاد اللجنة، حتى كان شيخها الجليل يعبر الطريق من منزله الى الأزهر الشريف محموة فوق الأعناق، مشيعا بقلوب مكلومة، وزفرات حارة، ودموع منهمرة، فذاق اعضاء لجنة الفتوى الذي خبروا الفقيد عن كثب، فعرفوا فيه العلم الغزير، والخلق الكريم، والعقل الراجح، والفكر الثاقب، والجلد على البحث، والشغف