بالاطلاع، والدقة في تلمس الحق، ذاقوا آلام الحزن العميق على هذا المصاب الجلل. . ويقول عنه الشيخ عبد الجواد رمضان: هو السيد حسين والي بن العلامة السيد حسين والي بن السيد إبراهيم والي، ينتهي نسبه الى الإمام أبي عبد اللّه الحسين بن علي، رضي اللّه عنهما، ولد في منية ابو علي من اعمال مركز الزقازيق في مديرية الشرقية، في رجب الفرد سنة 1285 نوفمبر سنة 1868، وطلب العلم في الأزهر، منتسبا الى رواق معمر، إلى ان نال شهادة العالمية سنة 1317 ه- 1899 م. وأذن له بالتدريس في الأزهر سنة 1900، ثم ندب للتدريس في مدرسة القضاء الشرعي سنة 1907. ثم عين مفتشا في الأزهر والمعاهد الدينية سنة 1911، ثم وكيلا لمعهد طنطا سنة 1914، ثم سكرتيرا عاما للمجلس الأعلى بالأزهر سنة 1920، وبقي في هذا المنصب الى أن ألغي في ديسمبر سنة 1926، وفي 7 من شهر ربيع الأول سنة 1343 (6 من أكتوبر سنة 1924) عين في هيئة كبار العلماء بمرسوم جاء فيه: «عين في هيئة كبار العلماء كل من حضرات.
الشيخ محمد مصطفى المراغى الحنفي المذهب رئيس المحكمة العليا الشرعية، والشيخ حسين والي السكرتير العام لمجلس الأزهر الأعلى والمعاهد الدينية، والشيخ محمد الحلبي، والشيخ سيد علي المرصفي، الشافعي المذهب». وتوفي-طيب اللّه ثراه-في 28 من فبراير سنة 1936، وهو عضو في مجلس الشيوخ، وفي المجمع اللغوي. وما تزال أصداء جولاته تدوي في قبابهما فيتجاوب بها آفاق العروبة في مشارق الأرض ومغاربها إلى اليوم.
والسيد حسين والي، أحد الأقطاب الذين سما حظهم من التبحر في علوم اللغة العربية وآدابها، وأخذوا بآفاقها وشعابها، على جميع الباحثين والمتأدبين، في عصر النهضة، فلا يسبقهم سابق، وإن ناصاهم شواذهم في أقطار الشرق العربي معدودون معروفون. هم الأئمة «و سائر الناس على آثارهم مهتدون».
لا جرم ان مواهب السيد حسين والي، جديرة بأن تبوئه هذه المنزلة