عليه فيسعهم بتلطفه وطلاقة وجهه، لا يكاد يفرغ من هذا العمل المتواصل آنا يسترد فيه ما فقده من قواه حتى موعد الانصراف.
لبث على ذلك بضع عشرة سنة، ولو لا صفات متأصلة فيه من المضاء والمرونة المستندة إلى اللباقة، لاصطدم طوال هذه المدة التي اجتاز الأزهر فيها أزمات خطيرة، وعقبات كأداء، بعواثير لا تذلل، ولكنه رحمه اللّه عالجها على أسلوبه بالموازنة والمياسرة، وتمكن بذلك أن يستبقي الادارة العامة قائمة تؤدي واجباتها الديوانية خلال هذه الأزمات الشديدة.
أصابه رحمه اللّه قبل نحو شهرين من وفاته، مرض عضال أصاب الطحال والقلب، بذل كثير من الأطباء جهد العلم في معالجته فاستعصى، وما زال رحمه اللّه يضعف حتى أسلم الروح في مساء السبت 18 من جمادى الأولى سنة 1362 (الموافق 22 من مايو سنة 1943).
الشيخ يوسف الدجوي
في مساء الثلاثاء 4 صفر سنة 1365 ه- 8 يناير سنة 1946 م، توفي الشيخ العلامة، يوسف الدجوي الأزهري النابغة الكفيف البصر، وعضو جماعة كبار العلماء.
وكان الأستاذ الدجوي من العلماء الراسخين في العلوم التي تدرس في الأزهر أخذها عن أئمتها مثل الشيخ هارون عبد الرازق والشيخ أحمد الرفاعي الفيومي والشيخ محمد طموم والشيخ أحمد فايد الزرقاني، والشيخ رزق البرقامي، والشيخ سليم البشرى، والشيخ البحيري، والشيخ العدوى، وكلهم من أقطاب الجامعة الأزهرية الذين صانوا رسالتها الى هذا العصر الحديث.
ولد الدجوي في قرية دجوة التابعة لمركز قليوب في سنة (1287) من أب عربي، وأدخله والده الأزهر في سنة (1301 ه) ونال الشهادة العالمية في سنة (1317) بنجاح عظيم كان مدعاة لأن يزوره في دارة الشيخ راضي