كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

وفي إداراته، كان مثال الإخلاص، كل همه أن يتجه الأساتذة والطلاب، بكليتهم، نحو الثقافة الأزهرية الصميمة، وأن يجعلوا وقتهم بأجمعه وقفا على تحصيل العلم، لذلك كانت نتائج معاهده في مقدمة النتائج.
أما خلقه وتقاه، فكان فيهما على سنن السلف الصالح، لا يعرف مداجاة هذا العصر، ولا رياءه. ديدنه الصدق والصراحة، والتواضع والحلم، والعطف على المحتاجين. . وبعد حياة حافلة، عامرة بالخير، لقي اللّه في 10 ذي الحجة سنة 1351 ه‍ (1932) وصلى عليه بالأزهر، واستقر جثمانه هنالك، في جوار العلماء والصالحين، بقرافة المجاورين. ولم يعقب، الشيخ رحمه اللّه أبناء، ولكنه ترك ثلات بنات أصهر بهن في حياته، إلى الشيخ محمد علي سلامة، المدرس بكلية أصول الدين، والشيخ قطب أبو العلا المدرس بالمدارس الثانوية، ومحمود افندي حسن من أعيان تله- المنيا. وقد قرت عينه بأسباطه قبل وفاته، ومنهم الأستاذ محمود محمد سلامه، والمهندس عزت بالهندسة، وغيرهما.

الشيخ محمود الديناري
كان مولده في «قاي-بني سويف» سنة 1875، وبين ربوعها نشأ وحفظ القرآن الكريم، ثم مكث سنة في طنطا يجود حفظه وقراءته، وفي سنة 1888 ألحق بالأزهر الشريف وبقي ينهل العلم من أعذب مناهله، حتى سنة 1904 وفيها نال العالمية، بدرجة ممتازة.
وفي هذه السنة عين مدرسا في الأزهر، ثم اختير مدرسا بمعهد الاسكندرية ليكون من حراس النظام الناشىء بها. واستمر به إلى سنة 1911 ثم نقل مراقبا للقسم النظامي الجديد بالأزهر، فكان عونا وظهيرا للاستاذ الشيخ محمد شاكر على تركيز النظام. وفي سنة 1920 عين شيخا للقسم الأولى، فعضوا في مجلس إدارة الأزهر، ثم أضيفت إليه مشيخة القسم المؤقت، وفي سنة 1925 عين شيخا للقسم العالي، ثم اختير مفتشا

الصفحة 58