والشيخ عبد الخالق الشبراوي الذي كان ملازما له، والشيخ عبد الحميد ابراهيم. وسواهم من أولى الصلاح والولاية.
وكانت لذة البحث والعلم عند الشيخ واضحة جلية في جميع أطواره، فكان يلازم والده في غدواته وروحاته، ويناقشه في مسائل العلم والدين حتى حين تناول الطعام وفي أوقات الراحة، وكثيرا ما كانت تعقد الندوات العلمية في منزل والده فيشترك فيها سامعا ومناقشا.
وقد ولد رحمه اللّه عام 1897 في قرية «كفر عيسى» من بلاد مركز فاقوس ونال العالمية بتفوق كبير عام 1925 م.
ثم عين مدرسا في المعهد الابتدائي، ونقل للتدريس في المعاهد الثانوية ثم مدرسا في كلية اللغة العربية منذ إنشائها عام 1931، إلى أن نقل وكيلا لمعهد القاهرة، فمفتشا بالأزهر، فوكيلا لكلية اللغة العربية.
وفي 8 مارس عام 1949 شعر الفقيد الكبير بتعب واجهاد، فاستراح في منزله يومين استأثرت به بعدهما رحمة اللّه تعالى في 10 مارس سنة 1949، فخسرت كلية اللغة العربية بوفاته علما من أعلامها، وركنا من أقوى أركانها، وأذهلت لوعة المصاب فيه عقول تلامذته ومريديه وعارفي فضله.
فرحمة اللّه رحمة واسعة، وجزاه على ما قدم من صالحات خير الجزاء.
وللشيخ كتاب في علم أصول الفقه، يجمع صواب الرأي ودقة الملاحظة وعمق الدراسة، وقوة الملكة. وكان شيخنا رحمة اللّه يدرس هذا العلم وهذا الكتاب.
محمود أبو العيون
طويت بوفاة أبي العيون صفحة خالدة من الإيمان والحماسة والكفاح والوطنية ووري الرجل في ومسه، وفقدنا فيه أمة في رجل، ومصلحا قل أن يجود بمثله الزمان. كان أبو العيون مضرب الأمثال في الغيرة الدينية، والجهاد