كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

للّه اي شهادة كتبت له
حين الجهاد فنال خير نصيب
أدى رسالة ربه حتى إذا
هتف الحمام أجاب خير مجيب
هبني يراعك أقض حق مآثر
كالشمس لكن غير ذات غروب
وقد توفي رحمه اللّه يوم الثلاثاء 28 صفر 1371 ه‍- 20 نوفمبر 1951، وشيعت جنازته في اليوم التالي في موكب رهيب إلى الأزهر الشريف. ونعته الأهرام إلى العالم الاسلامي، فقالت:
ننعي إلى العالم الإسلامي أجمع، فقيد الشرق والإسلام صاحب الفضيلة العالم الجليل الشيخ محمود أبو العيون السكرتير العام للجامع الأزهر، فقد فدحت الفجيعة بوفاته ليلة أمس إثر حادث أليم، ففقدت مصر والشرق بفقده عالما من خيرة العلماء العاملين، ومجاهدا من صفوة المجاهدين المخلصين، ومصلحا سلكته جهوده الإصلاحية التامة في الخالدين.
لقد درج الفقيد العظيم في حجر الأزهر يافعا يتلقى العلم عن شيوخه الاجلاء، ويقف في الطليعة من طلابه النجباء، حتى نال شهادة العالمية في عام 1326 هجرية (1908 ميلادية) واختير عقب ذلك مدرسا في الأزهر حتى رؤى الانتفاع بكفايته في التوجيه العلمي، فأسندت اليه مهمة التفتيش في سنة 1925 ثم ندب شيخا لمعهد أسيوط سنة 1935 وعين بعد ذلك شيخا لمعهد الزقازيق فشيخا لمعهد الاسكندرية، وقد ظل في هذا المعهد حتى اختير سكرتيرا عاما للجامع الأزهر والمعاهد الدينية.
ومع حرص الفقيد طيب اللّه ثراه على أن يخص العلم وأهله بالنصيب الأفى من وقته وجهده، فقد استخلص جانبا من الوقت والجهد لما عمر به قلبه الكبير من رغبة قوية في الاصلاح الاجتماعي، فكانت له جولاته

الصفحة 70