كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

جانب، لم نفعل ذلك، بل إن جماعتنا نفسها في حاجة إلى إصلاح ذات بينهم والعمل على جمع كلمتهم، وتأليف قلوبهم.
إني أتهم رجال الدين-و أنا منهم-و عزيز علي أن أتهم نفسي ورفاقي وعهدي بهم أن يكونوا رجال ورع وتقى، ورشاد وهدى.
ومن بحث له عن «الإشتراكية في الإسلام»:
لا ريب ان في الاسلام يؤيد الملكية الفردية، والاقتصاد الإسلامي اقتصاد رأسمالي، له شأنه في الإسلام، بل هو يقوم على الأسس الثلاثة:
المصلحة الشخصية كهدف، المزاحمة كوسيلة، الحرية كشرط. ولكن قيام الملكية في الاسلام على هذه الأسس ليس على إطلاقه، بل يصاحبها في كل اتجاهاتها العامل الأخلاقي، فهو في تلك الأركان الثلاثة عنصر جوهري فيها لازم لها، إن هدف الإسلام هو تكوين مجتمع مثالي، فالعامل الأخلاقي يسير معه جنبا إلى جنب، بل يكون رائده، فإذا انحرف السلوك الاجتماعي رده العامل الأخلاقي بقوة إلى الاستقامة ليكون ضابطا عاما في مصلحة المجتمع، وعلى هذا الاعتبار نجد ان العيوب التي أخذت على الأسس الثلاثة في الاقتصاد الشائع في امريكا وفي اوروبا ليس لها أثر في الاقتصاد الإسلامي، لأن المصلحة الشخصية في الرأسمالية الفردية في الغرب تجرف كل شيء يقف في طريق الانتاج أو العبث به، فهي لا تبالي بالعامل الأخلاقي، ولا بمصلحة المجتمع، بل هي تنكره، ولا تتعرف عليه. أما الرأسمالية في الإسلام، فإن مصلحة المجتمع عنصر لا غنى عنه فيها، كما أن الإسلام دين له منهج ثابت هو تطهير المجتمع من عوامل الفساد، ويمتاز بطابعه الذي يقرن الأعمال بالخلق والعقيدة، فلا ضرر ولا ضرار. .
وهو يناهض تكديس الثروات، وتجميعها في يد فئة قليلة، وحرمان الأكثرية من ضرورات العيش، ورنق الحياة، وما كانت الناحية الروحية في القرآن الكريم إلا تهذيبا للأمم ليعيش الناس في ظلال الأخوة والمساواة والمودة والأمن والاطمئنان، ويكون التعاون بينهم على الجد والتفاني في الصالح

الصفحة 73