كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

فوجدت فيهما المؤلف ذا مواهب نادرة قلما تكتمل في عالم، من عمق الدراسة، وكثرة الإحاطة بالآراء والمراجع، ودقة الفهم، وبراعة التعبير، وزرت الشيخ في منزله في فترات متباعدة فوجدت نفسي حيال شخصية لطيفة جذابة تختلف عن شخصية الشيخ العلمية، وكان يقيم في منزله كل أسبوع حلقة علمية يدرس فيها كتب الأخلاق والتصوف والتفسير والحديث وفي مقدمتها الاحياء للغزالي، وكانت هذه الحلقة عامة للمستمعين من الناس، وفي مقدمتهم أهل (منشية الصدر) الذين كان الشيخ يسكن بينهم. . ثم كنت مدرسا بمعهد الزقازيق الديني، وكان الشيخ شيخا للمعهد، فوجدت من الشيخ خبرة واسعة بشئون إدارة معهد كبير مثل هذا المعهد، كما كنت أجد لطفه مع الأساتذة، وحنوه على الطلاب، ما لا يتسع المقام لتفصيله، وكان الشيخ من قبل مفتشا عاما بالأزهر فكانت له أعمال محمودة في التوجيه العلمي والديني.
وقبيل وفاته مرض مرضا خطيرا ألزمه الفراش، واستمر في العلاج ومقاساة المرض، إلى أن استأثرت به رحمة اللّه في أواخر عام 1953. .
تاركا وراءه ذكريات لا تنسى، وتراثا عاليا عزيزا على كل من طالع فيه.
وقد درس الشيخ في معهد الأسكندرية الديني، ونال العالمية عام 1924 من الدرجة الأولى، وعين مدرسا في الأزهر، ثم اختير مدرسا في كلية اللغة منذ بدء إنشائها، ثم اختير مفتشا، فشيخا لمعهد الزقازيق الديني، فاستاذا للتفسير في كلية اللغة العربية.

عبد العزيز المراغى
هو شقيق المراغى شيخ الأزهر، توفي صباح الخميس 16 نوفمبر عام 1950 م. فخبا بوفاته نجم لامع، وتوارت ومضات أمل ضاحك. وقد لاقى ربه بعض مرض لم يمهله، ولم يشفق عليه، وهو شاب القلب، فتى الفؤاد، يقظ الرأي، موثب الرجاء.
يقول عنه صديقه الأستاذ محمود رزق سليم:

الصفحة 77