هو أحد علماء الأزهر الأجلاء. . كان رحمه اللّه هينا لينا مهذب النفس، بعيدا عن اللغو واللهو، وكانت همته مصروفة إلى زيادة مادته العلمية، بمعالجة المسائل الإجتماعية الكبرى بالتحليل الدقيق تحت ضوء الدين والعلم، فكان في كل ما يكتبه مفيدا لقارئه يأتي له بشيء جديد، وهذه ميزة علمية نادرة.
ولد-رحمه اللّه تعالى-ببلدة قصر هور مركز ملوى في 24 يناير 1897، وهو من أسرة مشهورة بالعلم، فوالده كان من العلماء، وجده كان عالما.
وقد تعلم في الأزهر، ونال الشهادة العالمية النظامية منه سنة 1925، ودرس فيه علوم اللغة والأدب على المرحومين الشيخ سيد علي المرصفي- الذي كان معروفا بشيخ اللغة في ذلك الوقت-و الشيخ مصطفى عبد الرازق، والشيخ مصطفى القاياتي، وتلقى كثيرا من العلوم الأخرى، مثل الفقه والأصول والبلاغة والنحو والتصريف وعلوم القرآن والسنة والفلسفة والمنطق وغيرها عن كثير من علماء الأزهر البارزين في ذلك العصر، من أشهرهم الشيخ محمد بخيت والشيخ محمد حسنين والشيخ حسين والي.
وكان يزاول الكتابة والتحرير في الصحف والمجلات وهو طالب، وكانت أول مقالة نشرت له في جريدة النظام عن إصلاح الأزهر، ثم واصل الكتابة بعد ذلك، إلى أن جاءت الحركة الوطنية في سنة 1919 فاشترك فيها واعتقل، وأذكت فيه روح الحمية والنشاط، وزاد إقباله على الكتابة ومتابعته لها، وكانت أكبر عنايته في الكتابة موجهة في ذلك العهد إلى إصلاح الأزهر، وإلى الشئون الإسلامية، وحرية الوطن في جهاده المقدس آنذاك ضد الغاصب المحتل، ولقد كان هذا الجهاد باعثا لزملائه في الأزهر على ان يعتبروه رائدا لهم في المناداة بالآراء الاصلاحية، وقد جر ذلك عليه متاعب كثيرة، فلقد كان أول طالب في الأزهر أحيل مع زملاء له على