كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 2)

بحسبك ما أشكو وما أتوجع ... زفير وآهات وسهد وأدمع
فيا للنوى، لا بارك اللّه في النوى ... وقلبي من حر النوى يتقطع
فبتنا جميعا ثم أصبح شملنا ... شتيتا كأن لم يحتو الشمل مجمع
تكلفنا الأيام ما لا نريده ... وطبع الليالي صدع ما يتجمع
لقيت هوانا في الهوى وسل الدجى ... ونجم الدجى إن كنت في الليل أهجع
ولي مهجة ذابت من الوجد والجوى ... وطارت بخارا أينما هب يتبع
رعى اللّه عهدا كان بالأمس ناضرا ... غدا وهو مطموس المعالم أصلع
شربنا كؤوس الحب حتى ثمالها ... ولم يبق في قوس الصبابة منزع
ولم ترتكب في الحب ذنبا يسوءه ... سوى أن نفسينا إلى الطهر تنزع
وإن أنسى م الأشياء لا أنسى قوله ... غداة النوى: هل على البين تزمع
فقلت وما أدراك والعزم في الحشا ... فقال فؤادي عن فؤادك يسمع
فقلت له: حينا، فقال: يخيفني ... ويوم النوى شهر وعام وأفظع
فقلت تجلد قال جهدي وإنما ... تأكد بأني رغم أنفي سأجزع

الصفحة 86