وقال في شكوى الزمان:
أواه من عثرات الحظ أواه ... والحظ ما شاء قد شاءه اللّه
لا الحزن يجدي ولا حظى يساعفني ... ولا الزمان رقيق في سجاياه
أرزاء شتى إذا ما خلت أصغرها ... مضى أرى ضعفه يحتل مأواه
تترى دراكا كطير طاب موردها .... فزاد وارده شوقا لمرعاه
يلج صرف الليالي في معاكستي ... كأنما أنا وحدي كل أعداه
خطوب دهري لا تنفك تذكرني ... بعطفها ذكر مجنون لليلاه
فالحزن والسهل في سيري سواسية ... والليل والبوم في الظلماء أشباه
كلما قلت لما استحكمت فرجت ... أرى قشيب شقاء كنت أنساه
إن غاب عني شقاء جاء مصطحبا ... إخوانه ليقيموا في راعاياه
ما حيلتي وهي الدنيا وسلطتها ... أي امرىء نال منها ما تمناه؟
نصيب كل امرىء في عكس همته ... ورفع كتفه وزن خفض أخراه
ورب ذي عزمة تنبو مضاربه ... وطائش السهم أصمى الحظ مرماه