سعيت إلى العلياء غاية طاقتي ... ورحت إلى أفلاكها أتوثب
سبحت على بحر المجرة ماخرا ... عبابا من الآمال أطفو وأرسب
رصدت السهى حينا فأبصرت طالعي ... جميلا ولكن فيه سر محجب
فيا طالعي باللّه هل من هناءة ... تألق لي أم أن برقك خلب
وهل مطمئن أنت أم أنت خائف ... تفر من النحس البغيض وتهرب
وهل لي إلى النعمى سبيل موصل ... وهل لي من البؤسى مناص ومهرب
أتسعدني الآمال بعد مطالها ... ويدنو من الآمال ما أترقب
إزاء شقائي مطعم الصاب كالجنى ... ونور نهاري من مشاكيه غيهب
ولو لم أصادف سوء حظي وشؤمه ... لعشت سعيدا لم يضق بي مذهب
يسمونه حظا وجدا وطالعا ... وأما المسمى فالقضاء المغيب
مقادير شتى والمقدر واحد ... مشيئته كالسيف بل هي أثقب
له المثل الأعلى وفي كل ذرة ... من الكون سر بالتأله يعرب
هنالك شيء كل فكر يمسه ... ويلمسه الوحشى والمتهذب